شمعة الساهرين

إهداء إلى عمال المصانع البسطاء

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

مُغبَرًّا صوتُ النقاءِ يَصْعدُ للرّابيةْ
وطريقهُ هوجاءُ تنفُضُ اشتهاءَها
أجسادٌ مُفَحَّمةٌ ورمادٌ يفقأُ القمرْ
مَشهدٌ بديهي…..
يا للهول…..
قابيلُ يصافح أخاه لآخر مرةٍ
سلامٌ يقتلْ
أمْ قتلٌ يتَحَيَّنْ؟
أم خوفٌ بدائي؟
أم خوفٌ حضاريّ؟
للموت وجهٌ أسطوري…
يغدو حقيقةً حين نفارق أحباءَنا

للموت رقعةٌ جوفاءُ في القلب…
وخَسْفُ قمر….
واحتراقٌ رَقيعْ…
فمن يشتري الموتَ الآن؟
وكمْ غرابا يكفي
لِنُوَاري لعنةَ الشِّراء؟
أقمحٌ أم شرابٌ مُبَيَّتْ؟
أم رغيف أم زبدة شهية؟
أم عَشاء؟
أم حياة؟.
تجارةٌ في حِنكةٍ
وريعٌ يعْصِف بالفقراء.

أكادُ اشتهي دمَ مَنْ يقتاتُ بي
أكاد أَهْوِي إلى قدر المُعرْبدين.
أَنتزِعُ جِرابَ الحاوي
لكذبة متعذِّبة…..

تضاريس الوطن لا تعني شيئا مفهوما
أَمام خارطةِ الألم…
وحليبُ الأمِّ لا يقودُ إلى الجنة
تَحْتَ أورِدةِ المأجورين.
أَفتدي عَينا بعيْنٍ..
وأَستُرُ عيبا بعيْبٍ
وتَلْمَحُنى الصاعقة
حين تأتي في زياراتها المتعددة
لسمائي وارضي وأحلامي المتجددة.
عندما يُقْفِلُ المصْنعُ بعدَ تعبي
وتصْطفُّ حَوْلي الساعات الإضافية
إلى ليلة قمرية…يهربُ قلبي
لعنةٌ على من يسهر..
أنا لم اسهر
إنَّما بِتُّ شمعةً للساهرين .