|
|
| لاعارَ أنّــي يـــا صديــــقي أحــــولُ |
|
|
لا شكّ أني في الصّــــــفوفِ الأوّلُ |
| عيني الصغيرةُ في عيونِك قد ترى |
|
|
ما قد يراه من الأُناسِِ مُحــــــلِّـــلُ |
| مالاقتِ الورقاءُ رغمَ عيونــــِـــــها |
|
|
إلاّ الوبالَ وقسوةً لا تُحمــــــــــــلُ |
| مَنْ كان يوصفُ بالورودِ جمالـَـــــه |
|
|
بعدَ الذّبولِ عليهِ تمشي الأرجـــــلُ |
| هذي السنـــــابل كم تراها رونقـــاً |
|
|
تهوي حطاماً ان أتاها المنــجــــلُ |
| والريح تعوي والجبـــــال مهــابـــةً |
|
|
فإذا تهبُّ على ذراها تخــجـــــــــلُ |
| المدحُ قالوا في الوجوهِ مذمــــــــــةٌ |
|
|
والّذمُّ مدحٌ للكبـــــــير يُجمـِّــــــــلُ |
| إنّي ولو يلوي الزمانُ أعنــَّــــــتـي |
|
|
باقٍ سأسعى في الحياةِ وأعمــــــلُ |
| والرّزق يأتي والإلـــــهُ مدبـــــّــــرٌ |
|
|
يعطي الخليقة َما يشاء ُويعــــــدِلُ |
| المالُ حلــــــــوٌّ في الحياةِ وسيـــلة ٌ |
|
|
عندَ الكرام لمن يُدانُ ويســـــــــألُ |
| إن كان عيبي في الجيوب وعقمِها |
|
|
أدعو الإلـــــــه بأنّها لا تحبـــــــلُ |
| ما خلّد المـــــالُ الوفيرُ أناســـَــــــه |
|
|
مَنْ كان يبخـــسُ بالعطاءِ ويبخـلُ |
| إنَّ الذي سكنَ القلـــــوبَ بمالـــِــــه |
|
|
إنْ شــحّ يوماً بالعطاء سيـرحـلُ |
| أما الذي ملكَ القلــــــوبَ بحبــــِّــه |
|
|
تبقى القلوبُ بحبــِّه تتغـــــــــــزلُ |
| إنّي اكتنزتُ من الحياة حقائبـــــــاً |
|
|
لا بدَّ يوماً في الزّمــــان تُبجـَّــــلُ |
| فإذا لفقري قد جفاني صــــــــاحبٌ |
|
|
إنّ الزمانَ كحالـــــــــهِ يتبــــــدّل |
| عندي وإنْ هجرَ الرفاقُ مجالسي |
|
|
قلـــــمٌ أعـــــزُّ من الرفاقِ وأنبلُ |
| منذُ التقينا ما يزال برفقتــــــــــــي |
|
|
كُنــّـــــا رفاقاً دائمــــــــاَ لا نُخـذلُ |
| ما إنْ سألتهُ بالجوابِ أراحنــــــي |
|
|
شعراً يمجُّ على السطور ويهمــلُ |
| فلكم بكينا يا يراع سويــــــــــــــــة ً |
|
|
طفلاً يموت على الطريقِ ويُقتـَـــلُ |
| ولكم حملنا في الصّدور مــــــرارةً |
|
|
راح العراق وكانَ عزٌّ يــــــــرفــلُ |
| واليوم دجلةُ في همومهِ مبحـــــــرٌ |
|
|
والنخلُ باتَ لغاصبٍ يتوســًّـــــــــلُ |
| والقدسُ جرحٌ من زمانٍ قد مضى |
|
|
تُسقى المرارُ وما جفاها الحنـــظل |
| مرّت سنونٌ ما وجدْنا مخـــــــرجا ً |
|
|
ستون عا ماً ما برحنا نأمـــــــــلُ |
| ليمونُ يافا مثلُ وجهي شاحـــــــبٌ |
|
|
والتّينُ فيـــها ذابــــلٌ لا يــــُــــؤْكَل ُ |
| فيها الصلاةُ على الزمانِ جنـــــازةٌ |
|
|
وأنا الذبيــــــحُ بحبــــِّـها أتبــــتـّل |
| هذا اليراعُ وماتلاه حقيـــــــــــــقة ٌ |
|
|
يبقى يخـــطُّ على الزمان وينقـــــلُ |
| والجيلُ يروي مايراه بدربــــــــــهِ |
|
|
فاكتبْ يراعي لا تدعني أ بخــــــلُ |
| أنتَ الذي كنتَ الأنيسَ بوحدتـــــي |
|
|
أنتَ الملاذُ ونجمـــــــــــــةٌ لا تأفـلُ |
| قلمي صديقي يا رفيقَ مشــــاعري |
|
|
إنَّ الخــلودَ لفي خُطـــــــاكَ مُأمَّـَــلُ |