صمت الضمير وصاحت الأقلام
أطفال غزة يا ضمير تُضامُ
أطفال غزة في سيول مدامعي
أبكي عليهم والدموع سجام
فأنا الضعيف وما وجدت لوحدتي
سبلاً تفيق بأرضها الأحلام
أحلام طفلي في السرير تكسّرت
في مقلتيه تشرّد وخيام
ستون عاماً ما عرفت هويتي
ليلي نهار والنهار ظلام
قد همت في زمن الضياع وأحرفي
تقتات منها في اللظى الأقلام
تبكي وترثي أم تعيد مواضياً
حطّين راحت واختفى القسّام
راحوا اسودا يازماني عدْ بهم
زادي الدموع ومضجعي الآلام
فالشعر ثوبي قد لبست سواده
تبكي الحروف وما لها أنغام
بغداد يا أم النخيل فإنني
جرح الفرات وكلّنا أيتام
تلك الحضارة في خضم لهيبها
بعد الشموخ مذلة وحطام
أبكيك شعرا فالقوافي أدمعي
تدمى الدفاتر والحروف سقام
أين العروبة قد أبيحت أرضنا
ما إن نهضنا للنضال نُلام
من ذا سيصغي فالجموع تفرّقت
واليوم أيضا يُشتم الإسلام
يا غزة الأحرار يا أم الفدا
منّي إليك تحية وسلام
تبقين يا ارض الصمود منارة
للقادمين على الصدور وسام
فالغار يزهو بالدماء ويرتقي
وعلى يديك ستنجلي الأوهام