لا أعلم لماذا وفي هذه الدقيقة بالذات أحمل القلم وأكتب إليك , رغم أنني لم أعد أملك


بريدا يحمل لك ثرثرتي , ولا أعرف حمامة تتولّى مهمة إيصالها , والبحر لا يتسع لقارورة


تحمل كل ما أحمله من شجن , والسماء يا صديقي لا تستقبل غير الأنبياء والشهداء


وأنا لم أنل رتبتك بعد .


بعدك ياصديقي عرفت أن هناك من ندخل حياته بكامل أناقتنا وانسانيتنا ونخرج منها


عراة حفاة , وهناك من ندخلها عراة إلا من ورقة التوت ونخرج منها تغطينا كل أوراق


الشجر


بعدك يا صديقي عرّش الشعر وتدلّت عناقيده في حديقتي , فعولن ,


مستفعلن , مفاعيلن , وفهمت أنك لم تورّثني لعنة الشعر , بل أورثتني .... الضّياء!!


بعدك ياصديقي ماعدت أخاف ركوب الطائرات , ولا تروّعني الغربة, ولا يعنيني اللقاء أو


الفراق


بعدك ياصديقي جمعني القدر بالكثير من الأصدقاء, لكن لم يجمعني بصديق بطول


الشعر وعرض البكاء........