عهود الوفاء

تُرى يا حَبيبي
إذَا عُدْتَ يومًا إليَّ
وعدتُ إليْكْ،
فهلْ تَشْتَهيكَ يَديَّ
وهلْ تَشْتَهيهَا
كقيد نضار على مِعْصميْكْ؟
وهلْ سوْفَ تَهْفُو
كماضي الزّمانِ
إلى شَفَتَيَّ،
وأَهْفُو إلى شَفَتيْكْ؟

تُرى يا حَبيبي
سنَعْرفُ كيْفَ
نُداري
نُدوبَ الجَفاءْ؛
وهلْ سوْفَ تَغْمُرُنا
لَهفةُ الشّوقِ
عنْدَ اللّقاءْ؟

تُرى يا حَبيبي
كما ذاتَ يومٍ
ستَقْبلُ منّي
كلامَ الغَزَلْ،
وتَحْضُنني في انْتِشاءْ؛
وهلْ سوفَ تُمْطِرُني بالقُبلْ
وتمْلؤني
رغْبةً واشْتِهاءْ؟

تُرى يا حَبيبي
سَتَجْمعُنا مِنْ جَديدٍ
عُهودُ الوَفاءْ،
وهلْ سوْفَ تُصْغي
إلى هَمْسِنا
وَمْضَةٌ في السّماءْ؟

حَبيبي
حَبيبي
يَطيرُ خَيالي إليكَ
يُسافِر بيْن يَديْكَ
صباحَ مَساءْ،
فأَذْكُرُ كَيْفَ الْتَقَيْنا،
وكيْفَ مَشيْنا،
بعزْمِ خُطانا
معَ الرّيحِ ..لَمْ نلْتَفِتْ للْوراءْ؛

وكيْفَ احْتَمَيْنا
بدِفْء الغَرامِ
مِنَ البَرْد تحْتَ العَراءْ !
وكيْفَ اسْتَحالَتْ
بِفَرْطِ هَوانَا
إلى أَنْهُرٍ
غَيْمَةٌ شاردَهْ
بعُمْقٍ السّماءْ !
فَكَيْفَ انْتَهَيْنا
حَبيبي
كمَا الغُرَباء !

حبيبي
أَحِنُّ..
أَحن إلَيْكَ
حَنينَ الغَريقِ
لٍدَفْقٍ الهَواءْ،
حنينَ المَريضِ
لِقِرْصِ الدّواءْ،
حنينَ الجنينِ
لنور الضّياءْ،
وأَعْرِف أنّي
أحِنّ
لعهْدٍ مَضى
وانْقَضى،
فتَغْمُرُني رَغبةٌ في البُكاءْ.

حبيبي
أوَدُّ..
أود الرّجوعَ
لِحُضنِ هَواكَ،
فتَمْنَعُني الكِبْرياءْ.

تُرى يا حَبيبي
لِماذا انْتَهَيْنا
بغَيْرِ انْتِهاءْ؟
وكيْف نَسَيْنا
معًا يا حَبيبي
بأنّ المَحبّةَ نَبْعُ السّخاءْ؟
فنحْنُ
أَخذْنا..
أخذْنا
كثيرًا
ولمْ نَكْتَرِثْ للْعَطاءْ.

تُرى يا حَبيبي
لِماذا احْتَرَقْنا
بنَارِ الجَفاءْ؟
وكيْف انْدفَعْنا
معاً يا حَبيبي
لهذا الجَحيمِ
وهذَا الشّقاءْ؟

تُرى يا حَبيبي
بِمحْض هَوانا
خَرَقْنا
عُهودَ الوَفاءْ،
تُرى يا حَبيبي
أمِ "الحَظّ شاءْ"
تُرى يا حَبيبي
تُرى يا حَبيبي..
تُرى يا حَبيبي...


سيدي قاسم في 05/03/2012