بلادكَ يا فتى خيرُ البلادِ
فلا تَترُكْ بلادكَ للأعادي
تُراكَ لمنْ تركتَ الأرضَ يوماً
أتترُكهَا لأسرابِ الجرادِ
ثِماركَ سَوفَ يقطفُها غريبٌ
ويسرِقُ منكَ غلاَّتِ الحصادِ
أتتركُ مَنْ أحبكَ ذاتَ يومٍ
وأسلمكَ الفؤادَ بلا عِنادِ
هُناكَ جوارحٌ مازلتَ فيها
هُناكَ رسالةٌ مِنْ شهرزادِ
ستقرؤكَ السَّلامَ على انفرادٍ
فكفكفْ دمعَها يا ابنَ الجوادِ
لها في كفِّكَ اليُمنى عُهودٌ
وفي اليُسرى مفاتيحُ الفؤادِ
بها النظراتُ حيرى ظامئاتٌ
بها سِربٌ مِنَ الزَّفراتِ بادِ
تنامُ وفي العيونِ سَوادُ دمعٍ
كأنكَ قد خُلقتَ مِنَ السَّوادِ
على كَتفيكَ أثقالُ الأماني
وفي عينيكَ أحلامُ العبادِ
لقدْ خَدعَتكَ نفسُكَ يا صَديقي
لأنكَ من بلادِ السِّندبادِ