النَّاسُ صِنْفانِ صِنفٌ لَا تَروقُ لهُ
وآخرٌ لكَ حينَ البُعدِ يَشتاقُ
وأجْملُ النَّاسِ مَنْ يأتيكَ مُبتسمًا
كالغُصنِ حنَّتْ لهُ في الصُّبحِ أوْراقُ
أوسِعْ من الودِّ لا تبخلْ على أَحدٍ
إنَّ ابتسَامَتكَ البيضاءَ تريَاقُ
وَجُدْ عليهمْ إذا مَا كنُتَ مُقتدرًا
كأنكَ النَّهرُ مُنسابٌ ورَقراقُ
لا يَستَوي النَّاسُ في أفعَالهمْ أبدًا
فلا يُضيرُكَ بعدَ ألحقِّ أبْواقُ
مَلأتَ كفَّكَ مِنْ دُنياكَ مُجتهِدًا
حتَّى بلغتَ هَوىً طالتهُ أعنَاقُ
فهلْ كَسبتَ مِنَ الأيَّامِ مَكرُمةً
وأنتَ فيها غريبُ الدَّهرِ مرَّاقُ
لا تَخْدعنَّكَ بعدَ الآنَ بارقةٌ
مِنْ لذَّةِ الزَّهوِ إنَّ الزَّهوَ برَّاقُ
وكُنْ بِرُغمِ جلالِ الرِّزءِ مُبتَسِمًا
وَإنْ وشَى بِكَ طبَّالٌ ونهَّاقُ
كُنْ كالنخيل عُلوَّاً لا تضرُّ بهِ
رميُ الحجارةِ أوْ أيدٍ وَأحداقُ
إنَّ الفقيرَ لَيَمْضي والغَنيُّ كَذا
وحيْنَها لا تفيدُ النَّاسَ أرزَاقُ