عَالِقٌ في الرِّيحِ مَنْ ذَا عَلَّقهْ
بينَ أنيابِ الحياةِ المُقلِقهْ
ذلكَ الصَّبُّ الَّذي في شِعرِهِ
لوعَةُ الحِبرِ ونَزفُ الوَرَقَهْ
بينَ عينيهِ عِصاميٌ غَفا
عَزفَ النَّايَ فَأذكَى شَبقَهْ
صامتٌ لا يَكتَفي في صَمْتهِ
مُطرِقُ الرأسِ وَسيعُ الحَدقهْ
حَبسَته الرُّوح في أعماقها
فهو في أعمَاقِها كالعَلقهْ
في خَفايا الصَّبرِ لا مَأوَى لَهُ
فَهو مُلقىً يَستثيرُ الشَّفقَهْ
وغريقٌ ليسَ في أنَّاتِهِ
غيرُ سِفرِ المَوتِ يَلوي عُنقهْ
يستزيدُ العيشَ إلاَّ أنَّهُ
مِنْ قديمٍ خَوفُهُ قَدْ سَبقهْ
لمْ يَكُنْ يَدري بِمَا يُخفَى لَهُ
تائِهٌ في الكَونِ مِثلُ الشَّرنَقَهْ
رغمَ ثِقْلِ الحُزنِ في أعْمَاقِهِ
يَستمدُّ العَزمَ تحتَ المِطرَقَهْ