الفكرة مقتبسة من مسلسل – بدون ذكر أسماء – للكاتب – وحيد حامد -

لاحظ مساعد المخرج أنّ هذا الممثّل الكومبارس كان من قبل في ديكور المسلمين , ما الّذي أتى به هنا إلى الكفّار ؟ أوقف التّصوير وناداه غاضبا : أنت .. ما الّذي أتى بك إلى هنا ؟ ألست مع المسلمين ؟ تبدّلت ملامحه وتلوّن وجهه , وأتى اليه مطأطئ الرّأس وكلّمه مستمسحا ومترجّيا : أرجوكم أعطوني فرصة أكون فيها كافرا ولو مرّة في حياتي , - يا سيّد لا ينفع هذا الكلام الآن , بدأنا التّصوير منذ مدّة طويلة وقد صوّرناك مع المسلمين , وأنت أصلا بشكلك وملامحك تبدو مسكينا وجسمك نحيلا لا يمكنك أن تكون كافرا , لا تبدو مقنعا وأنت تعرف ذلك جيّدا , - أريد أن أكلّم المخرج , هذا حلمي ولن أضيّع فرصتي في أن أصبح كافرا , سمع المخرج هذه الضّوضاء وعرف أنّ هناك حركة غريبة تحدث , - ما الّذي يحدث عندك ؟ أسرع اليه الكومبارس وجلس على ركبتيه أمام كرسي المخرج : أرجوك يا سيدي أريد أن أكون كافرا , إعطني هذه الفرصة ولو مرّة في حياتي , أريد أن أكون كافرا , تعاطف معه المخرج وكلّم مساعده : غيّروا ملابسه وضمّوه لديكور الكفّار , لم يتمالك نفسه من الفرحة وأسرع إلى غرفة تبديل الملابس , أوقفه صحفي شاب كان يشهد التّصوير , اقترب من وجهه وقال له : غريب أمرك يا أخي , لماذا هذا الإصرار على التّمثيل مع الكفّار ورفضك لدور المسلم ؟ ما حكايتك ؟ , كان كمن لمست جرحه , ترقرقت عيناه بالدّموع , طيلة حياتي أمثّل أدوار الضّعفاء والمساكين لشكلي وهزالة جسمي , أنا يا سيّدي فقير , أعمل كومبارس منذ أربعين سنة , حلم حياتي أن أأكل لحما , فخذ دجاجة أو غنم , وسمعت أن - أبو لهب - عزم الكفّار على وليمة كبيرة , وأراد المخرج أن يكون المشهد طبيعيّا فجلب أفخاذا مشويّة ملأ بها الأطباق , فرأيت أنّها فرصتي الّتي لا تُعوّض .
الجميع جاهز ؟ نبدأ التّصوير ؟ أكشن , حمل فخذا كبيرا مشويّا , أمسك طرفا بيد وطرفا باليد الأخرى , فتح فمه , وانقضّ عليه بشراهة , وانفجر الصحفي الشاب باكيا

لا أدري أين محلّه من الإعراب أن تقتبس جزءا من عمل فني وتحوّله بتصرّف إلى عمل فنّي آخر , أحب كاتب الدراما الكبير وحيد حامد طبعا وأحب أعماله ولو سهل علي الإتّصال به لراسلته وأعطيته قصّتي ليقرأها