الحلقة الأولى



في بيتٍ جميلٍ تعيش سمر مع ابنها يزن بعد وفاة زوجها


_ بني أنت هنا؟

_ نعم
_ هل أعد لك الدجاج ، أم اللحم ، أم السمك ، على طعام الغداء ؟
_ لقد مللتهم جميعاً
_ حسناً، ما رأيك بأن نذهب للتنزه والتسوق وهناك نتناول طعام الغداء؟
_موافق بشرط ، أن تشتري لي هاتفاً حديثاً وحاسوباً أيضاً
_ كم يزن لدي؟ سأشتري لك كل ما تريد ، سأتصل بخالتك حنان ؛ لتذهب معنا .

هيا يا حنان لنجلس هنا ؛ حتى ينهي لعبه
_ لم قمت بشراء كل هذه الأجهزة ؟
_يزن طلبها ، لقد ملّ من هاتفه
_وما حاجة طفلٍ في العاشرة من عمره إلى مثل هذه الأشياء ؟ أنا لم أشتر الحاسوب إلا لحاجتي إليه في العمل .
_ حنان إنه ابني الوحيد ، ويكفي أنه فقد والده ، فيجب أن لا يشعر بفقده ، وأن أعوضه عن والده
_ لكنك بهذه الطريقة تدمريه
_ أووه يا حنان ، دعيه يعيش طفولته ، ثم كيف أبخل على ابني بالسعادة ؟ وأنا أسعى جاهدةً ؛ لأسعده دوماً
_ ستثبت لك الأيام صحة كلامي يا سمر .

تمر الأعوام كلمح البصر ، تشرق شمس الصباح معلنةً بداية النهار ، ومعها يبدأ عمل سمر كنحلةٍ بين الأزهار ، تنهي أعمال المنزل باكراً ، وتعد طعام الإفطار لابنها يزن ، ثم تذهب إلى متجرهم ،وتعود منه في الثالثة عصراً ، وكعادتها أول شيء تتفقده هو يزن ، بسرعة تصعد إلى الأعلى وتفتح نافذة غرفة يزن وتوقظه

_ هيا يا يزن إنها الساعة الثالثة وما زلت نائماً
_ يبدأ يزن بالتأفف ، أمي لم تزعجينني في نومي ؟

_ بني حبيبي اليوم ظهرت نتائج الثانوية العامة ، هيا انهض ؛ لنرى نتيجتك
يضحك يزن بسخريةٍ ، وهل مكتوب على جبيني أنني سأنجح ؟
_ لربما صافحتك السعادة وضحك لك القدر ، سأعد لك قهوتك ريثما تستحم ، وبعدها نرى النتيجة .
ترتشف سمر رشفةً من فنجانها ، وتضعه على الطاولة قائلةً : ها ما أخبار النتيجة بني ؟


هل سيضحك القدر ليزن ؟ هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله