...مَاذَا أُعَوِّضُ عَنْ شَهْدِ الْهَوَى بَدَلاً...

أَصَوْتُ قَلْبِي الّّذِي غَنَّى بِتِشْرِينِ
....أَمْ أَنَّ حَرْفَ الْهَوَى أَضْنَاهُ مَا "فِينِي"

دِنَانُ عِشْقِكَ بِالْآهَاتِ أَرْشُفُهَا
..........نَبْعِي وَنَهْرِي فَمَنْ إِلاَّكَ يَرْوِينِي

إِنْ غِبْتَ طَيْفُكَ فِي الْأَسْحَارِ أبْحِرُهُ
......وَإِنْ حَضَرْتَ لَيَالِي الْأُنْسِ تُؤْوِينِي

فَالْقَلْبُ لَيْتَكَ تَدْرِي مَا يُخَالِجُهُ
...........لَمَّا تَغِيبُ ظَلَامُ اللَّيْلِ يُبْدِينِي

أَخْفَيْتُ إِعْصَارَ حُبِّي عَنْكَ مُرْغَمَةً
........حَتَّى اسْتَوَى فِيهِ تَكْوِينِي وَتَلْيِينِي

كَأَنَّهُ هَاجَ حَتَّى زَادَ عَنْ شَغَفِي
..............كَمَا تَهِيجُ بِهِ عِشْقاً شَرَايِينِي

حِكَايَةُ الْعِشْقِ فِي الْأَعْمَاقِ أَرْجُفُهَا
.......لَكِنَّهُ الصَّمْتُ بِالْغَصَّاتِ يَحْكِينِي

إِنِّي وَإِنْ جَابَ عَصْفُ الصَّمْتِ أَرْوِقَتِي
............شِقِّي وَعُمْقِي بَرَاكِينٌ تُدَوِّينِي

لِلْحُبِّ زَوْبَعَةٌ مَهْمَا خَبَا وَغَفَا
.......وَجَذْوَةٌ يَصْطَلِيهَا الْقَلْبُ فِي الْحِينِ

قَدْ بَعْثَرَ اللَّيْلُ أَفْكَارِي وَمَا رَحَلَتْ
......نَشْوَى الْغَرَامِ وَلَا جَفَّتْ رَيَاحِينِي

نَشْوَى تَمِيدُ لَهَا الْأَغْصَانُ مُرْهَفَةً
........قَدْ كُنْتَ فِيهَا فَمَنْ إِلاَّكَ يُنْشِينِي

صُبْحِي حَنِينٌ.. وَتِينُ الْقَلْبِ يَنْبُضُهُ
........شَوْقِي ضَجِيجٌ بِجُنْحِ اللَّيْلِ يَضْوينِي

يَا مُنْيَةَ الرُّوحِ.. يَا حُلْمِي وَيَا أَمَلِي
...........يَا مَنْ تَخَلَّدَ فِي أَغْلَى دَوَاوِينِي

إِنَّ الرُّجُولَةَ فِي ضِلْعَيْكَ تَأْسَرُنِي
........قَدْ شَكَّلَتْ فِي الْحَشَا لَحْناً يُغَنِّينِي

كَمْ لَهْفَةٍ لَكَ فِي الْإِقْدَامِ تَقْمَعُهَا
.....تَنْأَى وَقَدْ أَدْمَنَتْ فِي السِّرِّ تَدخِينِي

سِحْرُ الشُّمُوخِ وَمَا يُعْلِيكَ يُبْهِرُنِي
...........هَيْهَاتَ بَعْدَكَ أَلْقَى مَنْ يُهَنِّينِي

مَاذَا أُعَوِّضُ عَنْ شَهْدِ الْهَوَى بَدَلاً
........وَهْوَ الَّذِي بِأَدِيمِ الْوَصْلِ يُشْفِينِي

بِئْسَ الْهَوَى فِي الْمَدَى إِنْ كَانَ مُبْتَذَلاً
..........أَوْ أَنْ يَكُونَ مُطِيعاً غَيْرَ مَجْنُونِ

وَأَعْشَقُ الْحُبَّ لَوْ جَاشَتْ لَوَاعِجُهُ
............أَنْسَامُ أَقْطَارِهِ تُزْهِي بَسَاتِينِي

عِنْدَ الْفُؤَادِ رَسَمْتُ الْوَصْلَ أُمْنِيَةً
...............وَبِتُّ أَعْتَادُهُ حُلْماً يُنَدِّينِي

لَوَاعِجٌ رُبَّمَا هَاجَتْ لِتُعْلِنَنِي
................طَريحَةً بَيْنَ إِقْبَالٍ وَتَمْعِينِ

هَذا قَصِيدِي أَتَاكَ الْآنَ مِلْءَ دَمِي
....وَالْحَرْفُ قَدْ بَاحَ مَا فِي الْحُبِّ يُحْيِينِي

♧♧♧♧♧صباح تفالي♧♧♧♧