{{ ما مِنْ وباءٍ فرَّق العُشّاقا }}


الفجرُ مدَّ يدًا وأخَّر ساقا
والصدرُ في أنفاسِه قد ضاقا


كُلُّ العقاربِ في الزمانِ تعطَّلَتْ
لو أنَّ ظهرَ الوقتِ صار بُراقا


والخلقُ مِنْ مَدِّ التَّخَفِّي قدْ رَجا
لو في الهجيرِ يُفجِّرُ الأنفاقا

والروحُ من عُسرٍ تمنَّتْ لو غَدَتْ
في الحجْرِ سيفاً تبثرُ الإِرهاقا


ناحتْ عيونُ دروبِنا وتنهَّدَتْ
ضاقتْ وإِنْ رَحُبَتْ بما قدْ حاقا


شاختْ حمائمُ روحِنا واستنفرَتْ
كلُّ الذي فيها همَى واشتاقا


هذا وباءٌ ليس بعد حلولِه
إلا شفاءٌ في الوصولِ تَشاقى


داءٌ ومهما سالَ سمُّ لُعابِه
إلا ويُصبحُ سُمُّه ترياقا


لا تحزَنوا عمَّن تَرَكتُم في الهَوى
ما مِنْ وباءٍ فرَّق العُشّاقا


مهما تمطَّى الحالُ فينا وارتَخى
فجراً يعودُ مُعَبَّقاً دَفَّاقا

صباح تفالي