حتَّامَ أنتظرُ؟!
شاختْ طفولةُ أنغامي وشاعرُها
وضاقَ أُفْقُ الصدى واحدودبَ الوترُ
وابيضَّتِ الصُّوَرُ

أطفالُنا "صَفَروا"
في ليلةٍ فتلاقى الجنُّ والبشرُ
واستأنفَ الجاهلُ الباغي خُرافَتَهُ
ففي العُروشِ خِرافٌ جُنْدُها بَقرُ
هٰذي المواشي تُظنُّ الحربَ "سارَ أتى"
بزاملٍ وشعارٍ سوف تنتصرُ
عارٌ وتندثِرُ

من خلْفِ شُبَّاكِهِ شُبَّابةٌ سئِمتْ
فخرَّ من خلفِها شبَّابُها صعِقاً
خرَّتْ لها الشجَرُ
وما تجاوبَ معْ أصدائها نفَرُ

(أبطالنا عبروا مأساةَ أُمَّتِهم)
لكنَّهم عِبَراً صاروا وما اعتبروا
لَرُبَّما انتصروا لكنهم غُدِروا
لأنَّهم حَقَنُوا بالحُبِّ ثورتَهُم
لأنهم أمَّنوا بالأمس من مكروا
تمخَّضَ الكهفُ عن أُمِّيَّةٍ دُرِسَتْ
شعارُها الموتُ للأعداءِ وهيَ لهم
عُمْرٌ ونحن الضحايا .. ؛ جدُّنا عُمَرُ
عارٌ وتندثرُ

للهِ أنصارُهُ كم قيمةٍ قَمَعُوا
للشرعِ أنصارُهُ كم شِرعةٍ هدروا
وحاكمٌ قَذِرُ
وأُمَّةٌ خلفَهُ باعت ضمائرَها
وثائرونَ على شطِّ الأسى ضَمَرُوا
وثورةُ السِلْمِ بِيعَتْ بالضُّحى سَلَماً
سِعْرُ الضحايا تردَّى بعدما قُبِرُوا
إنَّ الضحى قَدَرُ

كان الحِوارُ لنا ناقاً نؤمِّلُها
هُدىً ولكنْ موالي صالحٍ عَقَرُوا
مُحمَّدٌ صورةٌ في السيفِ مُلصقةٌ
والسيفُ يفعلُ ما لم تَأمُرِ السُّوَرُ
واْلَاهُ من لا يرى في اللاتِ لائمةً
لأنهُم ما لهُم سمعٌ ولا بصرُ
هَدَّتْ معاوِلُهم ما حذَّرَتْ ونَهَتْ
عن هدِّهِنَّ "الحواميمُ" التي ندَرُوا

واستنجَدَ الحُمُرُ
بأخبثِ الخلقِ تنكيلاً بأُمَّتِهِ
فطارَ ينْحَطُّ لا يُبقي ولا يذرُ
أفنى جرائمَهُ فينا ، ذخائرَهُ
أحقادَهُ ثمَّ ولّى الدُّبْرَ.... يعتمرُ
والآنَ نحتضرُ

هذا السَّحُورُ الأخيرُ ازداد صائمُنا
ودونَ ما نشتهي الخَيْطانِ والسَّحَرُ

آتٍ إليكَ فلا تُتْعِبْ مراكبَهُم
ما عاد في نخوتي يا قاتلي خَدَر
لن يُجديَ السِّلمُ يا صنعاءُ فانتفضي
إذا انتظرنا فتابوتاً سننتظرُ
إذا انتظرنا
فتابوتاً
سَنَنْتَظِرُ

سامي أحمد الأشول
١٧ فبراير ٢٠١٦م