مرَّ قطار صحْـبك
ــ
شعر : علي مصطفى عزوزي
ــ
أإلى غد تعدو ووهمك جائــرُ
والحظ من رغبات ظنك عاثرُ
*
ويداك لم تمسك خيوط قصيدة
ظلت بسيف الطامحين تناور
*
الخيّـرون تحزَّبوا وتمزّقوا
فرقا فما أجدى حجا وتحاور
*
والصبر غالبهم فلما استيأسوا
هربا إلى بـر النجـاة تقاطــروا
*
فتحوا دروب الموت خلف حدودهم
فرمت بهم نحو الضياع معـابــر
*
فقدوا الديار وعز ما جادت به
جيد المهـا وتقلّـدتـه حرائــر
*
كانوا وكان الأمن طوع ركابهم
والعلم عين والقلـوب بصائــر
*
والآن ناءت بالدماء عيونهم
فالنوح سجع والحصون مقابر
*
والليل يجرى نحو أغوار الردى
والرأي حـاد فلا يفيد تشــاور
*
لم تتفق في الصلح رؤيا جلّهم
فتعددت للمصلحيــن مصــادر
*
كل يرى الحق السليــب بجنبه
لما تنازعت الطلول دوائر
*
فشلت مساعي الطيبين ولم يعد
إلا الذي نشد الوفاق يبادر
*
ماذا تقول وبالشعــور مسالم
كتمت هداه المستغيث سرائر
*
فارجع إلى لغو النقائض برهة
كي لا تسد عن العيون محاجر
*
واقرأ نشيج العابرين فإن ما
تشدو به لم تستسغه ضمائـر
*
واجعل من الصبر الجميل ذريعة
واجمع من المنثور ما هو طائر
*
فكتابك المفقـود ذي ورقـاته
بين الوعـود تمـزق وتناثــر
*
أمل توارى من سمائك وانتشى
بصباح يومك جاحد ومكابــر
*
وقطار صحبك مرّ لم يحمل سوى
شعراء منهم صامت ومجاهــر
*
حتى إذا ركب الجميع ونشّطت
صفارة الإنذار من هو فاتــر
*
فإذا الدخان يخط من همساتهم
أمـلا له ظل السحـاب ستـائـر
*
نحو المقدر لا يحيــد طريقٌـه
جفت بما نزف القريض محابــر
*
وسرى القضاء كأنه ماض جرت
من قبل ركبـان به وعسـاكـر
*
فارحم بكاءك لا تنح عما جرى
ما الحزن يخفى إن تبسم شاعـر

*****