أَلا هُبِّي بِغَازِ الْقَاتِـلِـيـنَا
ولا تُبْقِي الْـبَنَاتِ وَلَا الْبَنِينَا
أَلا هُبِّي بِغَارَاتٍ تَتَالَتْ
تَصُبَّ جَحِيمَهَا بَالأَضْعَفِينَا
أَلا هُبِّي سَنَقْلِبُهَا جَحِيماً
يُبِيدُ الشَّعْبَ إِنْ يَنْظُرْ شُؤُونَا
فَإِنَّا قَدْ عَلَوْنَا الشَّعْبَ قَهْراً
وَلَمْ يَجْرُؤْ بِصَوْتٍ أَنْ يُبَينَا
فَمَقْتُولٌ وَمَطْرُودٌ شَرِيدٌ
وَ قَيْدَ الْحَبْسِ أَشْرَفُهُمْ سَجِينَا
فَمَنْذَا يَسْتَطِيعُ الْيَوْمَ لَوْماً
بِقَبْضَتِنَا سَطَوْنَا بَاطِشِينَا
أَلا هُبِّي بِغَازِ المُجْرِمِينَا
سُمُومُ الْغَدْرِ طَبْعُ الْمَاكِرِينَا
أَلا هُبِّي بِشُؤْمٍ مِنْ أُنَاسٍ
عَنْ الْحَيَوَانِ قَدْ هَبَطُوا سِنِينَا
تَعَالَ انْظُرْ إِلَى طِفْلٍ يُعَانِي
جَحِيمَ الْغَازِ يَنْتَظِرُ الْمَنُونَا
كَلَامُ الْكَوْنِ فِي فَمِهِ ذَبِيحٌ
بِغَرْغَرَةٍ تَـلَـعْـثَـمَ أَنْ يَكُونَا
عُيُونُ الطِّفْلِ تَشْرَحُ أَلْفَ جُرْحٍ
فَمَنْ يَقْرَأْ يُجِبْ تِلْكَ الْعُيُونَا
يَضِيقُ الْكَوْنُ عَنْ نَفَسٍ نَقِيٍ
لِيَـأْخُذَ غَازَ قَوْمٍ مُفْسِدِينَا
وَبِنْتٍ مِثْلَ نُورِ الصُّبْحِ طَافَتْ
بِعَيْنِ الْحُورِ تَسْتَرْجِي مُعِينَا
تُوَدِّعُ عُمْرَهَا لَمْ تَقْضِ شَوْقاً
مِنْ الأَحْلَامِ أَخْرَجَتِ الدَّفِينَا
وَشَيْخٌ قَدْ تَكَوَّرَ فِي هُمُومٍ
تُـثِـيرُ الْعُمْرَ مَا آَذَى الْخَؤُونَا
هُوَ وَ الْهَمُّ صِنْوَانٌ فَـيُرْمَى
بَغَازِ الظُّلْمِ يَلْعَنُ ظَالِمِينَا
ودَارٌ بِالجَحِيمِ الْيَوْمَ دَارَتْ
تَهَدَّمَ رُكْنُهَا بِالسَّاكِنِينَا
تُبَكِّيهِمْ وَتَبْكِي ذِكْرَيَاتٍ
حَوَتْ بِرُوَاقِهَا إِلْفاً حَنُونَا
أَلَا هُبِّي وَعُودِي فِي حَيَاءٍ
مِنَ الأَعْرَابِ عَارٌ يَجْتَوِينَا
عَقَرْنَا خَيْلَنَا فِي كُلِّ سَاحٍ
وَ سَيْفُ الْعِزَّ نُشْهِرُ لَاعِبِينَا
نَهُزُّ السَّيْفَ حَتَّى مَنْ يَرَانَا
يَظُنُّ بِأَنَّنَا نَحْمِي الْعَرِينَا
وَمَا قُدْنَا الْمَغَازِي أَيَّ يَوْمٍ
وَنَرْكَعُ لِلْأَعَادِي إِنْ لَقِينَا
وَنُشْهِرُ سَيْفَنَا عِزاً وَفَخْراً
عَلَى إِخْوَانِنَا أَوْ مَنْ وَلِينَا
نُقَتِّلُ أَوْ نُسَجِّنُ دُونَ خَوْفٍ
دِمَانَا أُهْرِقَتْ مِنَّا وَفِينَا
أُسُودُ الْغَابِ إِنْ وَاجَهْنَا شَعْباً
وَنَارُ جَهَنَمٍ لِلْأَقْرَبِينَا
فَبُوتِينٌ يُحَرِّكُنَا شِمَالاً
نِتِنْيَاهُو يُجَرْجِرُنَا يَمِينَا
تِرَامْبٌ سَيِّدٌ وَالكُلُّ عَبْدٌ
تَقَزَّمَ خَائِفاً أَنْ يَجْتَلِينَا
وَأَبْوَاقٌ بِحَجْمِ الْكَوْنِ تَعْوِي
بِمَجْدٍ كَاذِبٍ يَبْنِي الْحُصَونَا
وَتَدْعُو الشَّعْبَ صَبْراً إِنَّـا نَبْنِي
هَرِمْنَا لَمْ نَرَ أَنَّى مَشِينَا
هَرِمْنَا وَ الأَمَالُ إِلَى ضَيَاعٍ
خَبَتْ جَذَوَاتُنُا حِيناً فَحِينَا
إِذَا كَانَ الأَسَافِلُ رَأْسُ قَوْمٍ
سيَبق الْعَيْشُ قَطْرَاناً وَطِينَا
وَمَنْ يَرْجُو امِّحَاءَ الظُّلْمِ جُوداً
يَظَلُّ الْعُمْرَ مَقْهُوراً طَحِينَا
وَمَنْ يَشْرِ الْكَرَامَةَ فِي سُكُوتٍ
يَمُتْ بِالصَّمْتِ مَحْسُوراً مَهِينَا
فَكُنْ بِالْحَقِّ صَدَّاحاً جَهُوراً
وَلَا تَرْقُبْ سِوَى رَباً وَ دِينَا