لَيْتَ شِعْرِي

يَا جَنَاحَ الشَّعُورِ فِي الشِّعْرِ إِنِّيِ
مِثْل حَرْفِي أَطِيرُ جَوّاً بِفَنِّي
ثُمَّ أَهْوِي بِلَا جَنَاحٍ وَرِيشِي
يَتَهَاوَى إِلَى السَّمَا حَوْلَ مِنِّي
كُلُّ شَيْءٍ يَصِيرُ لَا شَيْءَ إِلَّا
كَلِمَاتٍ تُثِيرُ سِحْراً يُغَنِّي
هَلْ سَمِعْتُمْ بِمَنْ يُغَرِّدُ شِعْراً
وَهْوَ مَيْتٌ عَلَى غُصُونِ التَّجَنِّي
مِنْ عِظَامِي وَبَعْضِ لَحْمِي وَقَلْبِي
مِنْ شُعُورِي يَمْتَصُّ عَقْلِيَ مَنِّي
بِاعْتِصَارِي يَصُبُّ شِعْراً فَخَمْراً
دُونَ كَأسٍ تَدُوخُ أُنْثَى التَّثَنِّي
دَثِّرُونِي بِلَا لِحَافٍ فَإِنِّي
مِنْ سَنَاءٍ وَلَيْسَ يُدْفِئُ كِنِّي
لَا أَرَانِي وَالرُّوحُ تَبْدُو خَيَالاً
فِي خَيَالٍ يَحُومُ حَوْلَ التَّسَنِّي
وَأَمَامِي يَصِيرُ خَلْفِيَ كَوْناً
مَا وَرَائِي يُعِيدُ كَوْنَ التَّمَنِّي
حَالَتِي العَطْشَى فِي الْمَدَى دُونَ حَدٍّ
وَانْهِمَارِي عَلَى الْغُيُومِ يُحَنِّي
لَيْتَ شِعْرِي وَلَيْتَ نَارِي وَمَائِي
إِنْ نَطَقْنَا سَرَى الدُّخَانُ بِجِنِّ


غيداء الأيوبي