الرحمة المهداة
مُشَتَّتَ النَّبْضِ بيْنِ الشَّوْقِ والحَزَنِ ** قَلْبُ المُحِبِّ مُطَالَ الوُجْدِ منْ شزَنِ

في وَحْشَةٍ تَقْطَعُ الأَكْبادَ مَا تَرَكَتْ ** لِذِي فُؤَادٍ هُدَى جَفْنٍ ﺇلىَ وَسَنِ
ما عَادَ في خَاطِري شَوْقٌ أُكَتِّمُهُ ** ﺇلاَّ وأَدْمُعُ قلْبٍ حَنَّ تفْضَحُنيِ
واهْتَاجَ مُسْترْسِلاً في حِبْرهِ قلَمِي ** مَا كُنْتُ أُخْفي.. أَبَانَ الحَرْفُ للْعَلَنِ
يَحَارُ في وَصْفِ منْ نَهْوَى لنَا كَلِمُ** لاَ النَّثْرُ يَكْفي وَلاَ الأشْعَارُمنْ يَكُنِ

كمْ فيكَ يا حُسْنُ مِنْ شطْرٍ.. تَعَلُّمُهُ ** فيِ وصْفِ فيْضٍ مِنَ الأنْوارِ يَلْزَمُنيِ

حَسَّانُ والبُرْدَةُ الغَرَّاءُ شاهِدةٌ ** وغيْرُ شَوْقيِ لِسَبْقِ المدْحِ منْ زمَنِ
بِكُلِّ مَا تحْمِلُ الأخْلاقُ من قِيَمٍ ** لاَ شخْصَ غيْرُ حبيبِ اللهِ تُرْشِدُني
تَحَدَّرَ الدَّمْعُ مِنْ عَيْنٍ .. تُكَفْكِفُهُ** أُكُفُّ حَالٍ غَدَتْ بالتَّقْصِيرِ تَنْعَتُنيِ
لاَ ضيْرَ ﺇنْ قلتُ حُبًّا باتَ يأْسِرُنيِ ** منْ ذَا بِحبِّ حَبيبِ اللهِ يَعْذلُني
وَليْسَ يُحْصي مِدادٌ عِطْرَ سيرَتِهِ ** وهلْ يُحَاطُ بِغَيْثٍ نَازِلٍ هَتِنِ
أرْضٌ عليها مَشَتْ رِجْلاكَ أغْبِطُهَا ** وأَضْرُبًا عانَقتْ عيْناكَ لمْ تَبِنِ
في صحْبَةٍ عايَنواالتّنْزيلَ واعْتَصَمُوا ** بِشرْعةِ الحقّ ﺇِذْعانًا علَى يَقَنِ
وَكانَ للنَّصْرِ جوْلاتٌ وَقَائِمَةٌ ** فارْتاحَ منْ ملّةٍ عوْجاءَ كمْ وطنِ
وأتْبَع النّورُ صرْحَ الكفْرِ يَهْدِمُهُ ** فيِ نحْلَةٍ لمْ تَقُمْ يَوْمًا علىَ ظِنَنِ
خَانُوا العُهودَ, غَزا الذُّعْرُ خَافِقَهُمْ ** شعْبُ اليَهودُ بِزَرِعِ الحِقْدِ والفِتنِ
هَاذي قُريْشُ رَمَتْ بالسِّحْرِ أحْمَدنَا** شُدَّتْ سِراعًا خُطى التَّكْذِيبِ بِالإحَنِ
يا ليْتَ منْ للْمَخَازي شخْصَهُ نَسَبُوا ** قبْلَ الكَلاَمِ تَحَرَّوْا صدْقَ منْ يَكُنِ
رُوحي جِواركَ ترْجُو لسْتُ أمْنعُها ** لكنْ عظيمُ ذُنُوبي عنْكَ يَمْنَعُني

ﺇشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطى بلَا ثَمَنِ ** حبَاكَ ربِّي بِسَبْقِ الفَضْلِ فَلْتَكُنِ

ﺇلَيْكَ في زَحْمَةِ الأشْهَادِ عَالقَةٌ ** ترْجُو فِكَاكًا عِبادُ اللهِ منْ غَبَنِ
أنَا الغريقُ وثِقْلُ الذّنْبِ أرَّقَنيِ ** ماخِلْتُ جُرْمي مَعينَ الحَوْضِ يُورِدُنيِ

هذي المشاعرُتحْكي صدْقَ مَاعَلِمَتْ** بمثْلِ مَدْحِكَ يمْضيِ صَاغِرًا حَزَني

مَا كلُّ حُبٍّ يُريدُ النَّاسُ تَمَلّكَنيِ ** منْ بَعْد حُبِّ رسولِ الله يَسْكُنُني
فلْتَبْرَﺇِ الرُّوحُ منْ زيْدٍ ومِنْ عُمَرِ ** ﺇذَا صَفَا مَوْرِدُ الظَّمْآنِ منْ أَسَنِ
ﺇنْ لمْ تَذُقْ فيكَ طَعْمَ الحُبِّ أفْئِدَةٌ ** فَمَا ادَّعَتْ منْ وَلاَءٍ غَيْرُ مُؤْتَمَنِ
كلُّ المَكَارمِ تَجْري خَلْفَكُمْ تَبَعًا ** أَصْفىَ نَقَاءً ﺇلى قَلْبي مِنَ اللَّبَنِ
نِبْراسُ هَدْيٍ أَنارَ الكوْنَ مبْعَثُهُ ** قدْ ظلَّ منْ حادَ عنْ حَادٍ ﺇلى وَطنِ
يا قاهرَ الشِّرْكِ بالتَّوْحِيدِ للْأَحَدِ ** يا قاصِمًا مِلَّةَ الصُّلْبانِ والوَثَنِ

يا بَلْسَمَا أنْتَ يُعْنىَ بِالرُّوحِ وَالبَدَنِ** أهْدَى سبيلٍ لفِقْهِ الفرْضِ والسُّنَنِ

في كلِّ غَفْوٍ تُمَنِّي حَظَّهَا شَغَفًا ** رُؤْياكَ رُوحُ جَهُولٍ آبقٍ وهِنِ
أنْتَ الدّليلُ ﺇلىَ هدْيٍ ومرْحَمَةٍ** صلىَّ عليْكَ بحَجْمِ الكَوْنِ ذُو المِنَنِ