حرب تدور وخطة تَستحكِمُ ودجى على فجر الحقيقة يهجمُ
والكون يغشاه اكتمال دوائر ضاقت على أيد الضياء فتثلمُ
تبكي الديار على اجتثاث أصولها شعب يباد وملكه يتهدمُ
والنار تزفر في لهيب دونما مطر يحد لهيبها ويكممُ
والريح تعصف بالقفار عنيدة ما راعها خوف ولا هي ترحمُ
كم تنجلي الأيام بين ركامها أمل يئن وفرحة تتفحمُ
كم تنجلي الأيام في صرخاتها نغم حزين يستغيث فيكتمُ
ولقد تجلت في الركام لفافة فيها رضيع بالمآسي ينعمُ
طفل رضيع غير أن عيونه تحوي مشاهد للسعادة تردمُ
طفل رضيع قد توسد معصماً والحزن يلفح أمه ويلثمُ
طفل رضيع قد حوته أمومة تخشى عليه من الأفول فتعتمُ
طفل رضيع خبأته بحضنها والدمع للحصن المنيع يحطمُ
قد سطرت في الوجه لوح شكاية فتخط بالدمع الحروف وترسمُ
نظرت إلى عين الرضيع بقلبها وغدت تسر بأذنه وتتمتمُ
نسجت من الآهات بيت قصيدة لو قلته لكفى وليته يفهمُ
آه و آه ، ثم آه بعدها أوّاه من آه تميت وتؤلمُ
ومضت تودع طفلها في حسرة وبكت عليه فقام عنده مأتمُ
ماتت وعين رضيعها في عينها ماتت وقلب رضيعها يتظلمُ
طفل تكفن بالبياض كأنه بين المنايا واقف مستسلمُ
طفل رضيع قد تجرع يتمه وغدا يسائل والعيون تترجمُ
ما بال دنياي التي أحيا بها جعلتني في سن الرضاعة أهرمُ؟
ما بال دنياي استحالت ظلمة وغدوت بالإسلام إسمي مجرمُ؟
أنظر إلى أمي التي غدروا بها أو ما عرفت بحالها يا مسلمُ؟
أنظر إلى حبلى تثاقل حملها وجنينها في بطنها متكومُ
صرخت تنادي من يرق لشأنها فإذا الذئاب قلوبها لا ترحمُ
قدموا على صوت تجشأ حرقة نادى.. ولكن النداء سيكتمُ
رفعوا سلاحاً قد تقطر خسة بقروا به أحشاءها وتبسموا
أنظر إلى شيخ تكسر عظمه واللحية البيضاء يخضبها الدمُ
أنظر إلى طفل تمزق لحمه نصف يموت.. وآخر يتألمُ
أنظر إلى شرف الفتاة وحقها أو ما يهزك منظر متكلمُ؟
أو ليس في الإسلام حق يقتضي رفع المظالم عنهمو ويكرمُ؟
أو ما بديني عزة تسمو بنا فوق الجميع وقوة لا تهزمُ؟
طفل رضيع قال ذلك كله والجسم موثوق ولم ينطق فمُ
يا أمتي : إن الجراح كثيرة والطب عن وصف الدواء لمحجمُ
إن ترتجي برءاً فدونك حمية بالدين تستشفى الجروح وتسلمُ
ولتقرئي التاريخ .. في صفحاته مجد تليد بالسعادة مفعمُ
وضعي خطاك على طريق ثابت فهو النجاة ودربه مستعصمُ
إن العقيدة لن تموت بموتنا إن العقيدة قلعة لا تهدمُ