|
صريع الدنيا |
|
|
لا تُطِلْ في العِتابِ وارْحمْ فُؤادي |
أَتُشِيحُ الوِجْدانَ عن بُؤسِ حَالي |
|
|
و َرَجَـائي تمجُّـهُ كالأَعَـادي |
فاحتَسِبْ لي ضَعفي فإنِّي صريعٌ |
|
|
بين نزفي ومِحنتي و اضطِهـادي |
لا تكنْ نـِـدَّاً تَقتفي خُطُواتي |
|
|
فطَـريقِي مُلَبَّــدٌ بالسَّـوادِ |
وأنا فيه عاجزٌ بارتياعي |
|
|
و مُضاعٌ في وَحْشتي و رُقـادي |
كُلُّ أيَّامي أَصْطَلي يا عَذيلي |
|
|
بِصُنوفٍ مِنَ الهُمُـوم الشِّـدادِ |
سَلْ بني أُمِّي عن ظُروفي يرُّدُوا |
|
|
أَنَّ هذا المِسْكينَ أَشقَى العِبَـادِ |
كانَ كَالطَّيرِ يَعْتلي أَيَّ عَـالٍ |
|
|
أو يجوبُ الزُّهورَ في كُـلِّ وادي |
كانَ رَقراقاً غارِقـاً في هَواهُ |
|
|
يُنشِدُ الشِّعرَ في فُتونِ الغـوادِي |
ظنَّ أنَّ الدُّنيا حِصَـانٌ وديعٌ |
|
|
يمتطي مُولَعَـاً بِشَدِّ القِيَــادِ |
فَمَضَى جَامِحَاً يَصِيدُ الأَماني |
|
|
من أَقَاحِي الرِّيَاضِ أو في البَوَادي |
فَجْأَةً زَمْجرَ الحِصَـانُ فأَوْدَى |
|
|
بالفتى مِثْـلَ غَـدْرَةِ الأَوْغَـادِ |
فَانْزَوَى نَجْمُهُ و جَارَت سِنُوهُ |
|
|
وغَـدَا حالُـهُ حَديثَ البِـلادِ |
منْ تَكُ الدُّنْيَا في يَدَيْهِ فُرَاتَـاً |
|
|
يُلْفِ نَاراً غَـداً و ذَرَّ الرَّمَـادِ |
فَلْتُبِـنْ للمَعْذولِ وُدًّا لِيَقْوى |
|
|
فَصَريعُ الدُّنيا أَسِيفُ الفُــؤادِ |