،، مدخل موصد ،،
في السوق الشعبية حكايات ترى ولا تسمع
أشياء كثيرة تحدث، عيون تنتفض كلما التقت صدفة بعيون أخرى
أطفال عاندوا الزمن فكبروا قبل الأوان
ضجيج يقتص من الصمت موتاً مؤجلا إلى حين
في السوق الشعبية كل شيء يباع بثمن
إلا الحكايات فهي تباع بالمجان
.
.
لــ طفلة رأيتها فبكيت فخفت أن ترى دمعي فيزيد بكائها ..
على حائط الصبر تتوسد برداً تستمد منه بعض الدفء
بكلمات خَجْلَا تنطق
درهمان ثلاث أربع..
ويختفي العد
يدها تمتد لجليس على الأرض يراقبها
بأعين مغمضة
أكل الزمن جسده
يسألها في صمت
ألست لعبتك المفضلة؟
تربت على رأسه
كوليد لم يتجاوز مرحلة الفطام
تجيب
خمس دراهم
وينتهي جوابها في كيس بلاستيكي اسود اللون
يشبه حزنها
ودعاء
الله يْجِيبْ التِسِيرْ وْ يْعَاوْنْكْ
تُتْبِعُ المشترية بابتسامة مشنوقة سرعان ما تلفظ أنفاسها
بصوت غليظ يسألها
ماذا بعت ؟
تجيب
طفولتي
يتسمر في سؤالها
بكم؟
يرقص الدمع في عينيها رقصة الموت
تجيب
بخمس دراهم في جيبه يخبئها
ينهاها عن
الضحك /البكاء/الكلام/السؤال
و يختفي في شارع طويل يصارع فيه
ضجيج المارة
أسئلة المشترين
أجوبة البائعين
وطفولة
تباع على الأرض
لا يقدر المشتري ثمنها
وعيونها حبلى بالدمع
تعاندها
تارة
تقرص خدها
تعبث بأزرار فستانها
تضفر شعرها
تسرحه
تجلس تنهض
تبتعد تقترب
وكلما سألها أحد عن الثمن تنجب جوابا يقبل الرفض
خمس دراهم
تنطقها
وتستمر في الابتسام
فما عاد الدمع ينفع
للبيع