خواطر علي درب الغربة " 2 "

خوطر علي طريق الغربة "2 "

إلي مملكة حبي/ وإمبراطورية عشقي/ ومدينة قلبي /وبحر شوقي/ونهر صبابتي / ....

ثم أما بعد...
تذكري هذه الجملة جيداً، لأني الآن فقط اخترعت هذه الكلمات من أجلك ،وتلك الحروف والألقاب سَمْيتُكِ بها أنت فقط .
لم يسبقكِ بها أحدا من العالمين وهذه الأسماء لم أجعل لها من قبل سميا.

وإني سميتك " مملكة حبي وإمبراطورية عشقي ومدينة قلبي وبحر شوقي ونهر صبابتي" .

اشعر الآن فقط بهذا الفيضان الجارف يجتاح قلبي من النيل إلي النيل من "البيضاء" إلي "دمشق ".
ويقتلع الشوق من مهجتي اقتلاعا،ويسافرُ إلي بلادكم البعيدة ، ليزرع الصدق والحب والوفاء في تربة ٍخصبةٍ،بريئة طيبة.

مدينة حبي / صباح الخير....

أحب أعرفك أنني لن أرحل ،ولم أفكرُ يوما ًفي الرحيل عن نهرِ حبكم العذب.
بعدما رويتِ قلبي بحنان مقدسي، وعطف إلهي غمرني حتى ذابتْ جوارحي، وكينونتي فيكِ وفي حبكْ.
وتذكري جيداً، أنني لن أسافر عن مدينتكم المقدسة ،بعدما شربتُ من ماء نهركم القديم ؛ بعد عطشِ أهلكني في غربة الوجع والزيتون .

سيدة القصر الأبيض / ومليكة شوقي / وقائدة جيوش عشقي / أحبكِ جدا ...

وأحب أعرفكِ أيضا أننا هنا صامدون في الرمال وفوق الجبال وفي الأودية .
وماترينه في الأخبار لسيت دمائاً هو" شَرْبَاتُ" لِعُرسْ الشهداء وجُروحُنا هي ُروُحِنا.
لاتقلقي ، فالقائد أخبرنا أمس أنه سيرتاح قليلا؛ ويأخذ مهللة يضمدُ فيها جروحَ غربته .
ويعيد ترتيب صفوف الفراق؛ ويُجَنِدُ زنود الشمس الأبدية؛ثم يبدأ رحلة الغزو المقدس.
لتلك المدينة الشرقية المقدسة ،وتلك الإمبراطورية التي تنظر فارسها ليحرر ضفائرها السود؛
وخصلات شعرها من أسر السنين؛ ويحضنُ عشقها وهواها، ويضمُ ارتجافهَ يديها بين أصابعهِ؛
وتنامُ نبضاتُ قلبها بين ضمةَ صدرهِ وتحترقُ مشاعرها في تنور حبه .
و تذوب حرارةَ أنوثتها العذبة بين أحضان الفارس المشتاق كما يذوب الثلج في كأس عصير صيفي بارد .


حتي نلتقي
سامح محرم