تمهَّل .. فجمرُ الشَّوق أَلهَب مضجعى
وَدمعى على الأوراقِ
يفضحُ ما معى

وإنْ سرتُ فى دربِ الفراقِ وهوله
سيهلك قلبي
فى البعادِ وَلا تَعى

على سدرةٍ للصمتِ تنزف روحه
يقيَّد لهفَ البوحِ
دون تراجعِ

لأنَّاتِ كلْماتى إذا زرتُ روضَه
جلالٌ سما بالقول
حلو المنابعِ

فإنّي وإنْ ضاقت بشوقيَ مُنْيَتِى
أُحلّقُ فى صمتٍ
وأحكِمُ مانعى

مِنَ النّبضِ دمع القلبِ ..أنَّى ألفته ؟
وحرفى نزيفُ القولِ
سَحْق أضالعى

وترسو على القلب المُذاب وَجيعة
كَسوط احتضار الشَّوق
فوقَ مضاجعى

تستَّر بالأحزانِ حتّى ظنَّتــَه
سقيمـًا ..
بِدَاءِ الهجر أرْدَاه واقعى

لقد بات قلبُ الصخرِ ألْينَ مُتكا
وشوكٌ بروض الحبِ ..
حال مخادعى

فأشعل بالعبراتِ وجدانَ موجَعٍ
بطيف الهوى المسجون
بين مدامعى

وإنّى لحالِ القلب .. قد حار لائمى
وما نال مِنْ دمعٍ
ومِنْ وجدٍ ضارعِ

تمهَّل .. فإن اللومَ نصلُ حكايتى
يقطّعُ بالأضلاع
حرَّ ودائعى

وَلولا جروحُ النّفس ما كنت أحتمى
إلى أيكةٍ ناحَتْ
قُبيل تراجعى

مِنَ الشَّوق سُقيا الرّوح .. حسبُكَ لائمى ؟
تعاليتْ بالأشجان
فيهِ مطامعى

تعجَّلت فى مُرِّ الرحيلِ .. وَجُورِهِ
فرحماكَ .. وَارفق بى
لفَرْطِ مواجعى

ــــــــــــــــ


هبه عبد الوهاب