سيحرق النارَ ماء ذاقها شررا ويوسع الطينَ من احساسه شجرا
آمنت بالحب حتى لم أدع خُللا منها أطل على أحقادهم بشرا
لا أدّعي ملَكا، طيني يحاصرني لكنّ في داخلي إنسانيَ انتصرا
هم لملموا البحر في التابوت، ثم ضحى ألقوه في مهجتي، كي يردعوا القدرا
وحفّروا الدرب تحتي، نقّبوا قدمي فصرت أنزع من أقداميَ الحفرا
وحمّلوني زحاما فوق جمجمتي فكلما قام حلمي ماشيا عثرا
رشُوا المرايا التي كانت تصارحني إذا رميت على أحداقها نظرا
كم عذّب الليل مصباحي وجرحه وكم نعاس على عينيه قد سهرا
لفوا عليه قماش الليل ما تركوا عينا ليخرج منها النور منتشرا
حتى إذا جثة حلمي هوى تعبا وعضني الليل حتى نابه انكسرا
وتهت في داخلي دوامة عصفت بي من كل ركن ترسل الخطرا
وحسسوني وقالوا ما به أمل جف الضياء و بالإنسان قد كفرا
شيء هناك بقاع الضوء في رمقي بدا رويدا رويدا ينبري أثرا
وفجأة شعشع المصباح في غرفي فجرجر الليل ذيلا كان قد نمرا
تنهد النور في يسرايَ مرتعشا كانه الآن في أكوانه انفجرا
فصحت آمنت بالإنسان في جسدي آمنت بي، بى على العتمات منتصرا
آمنت بالحب بالزيتون الندى لغة آمنت بي ضحكة للحزن معتذرا
فيا عطور الهوى والحب في نفَسي ويا صبايا الندى فلنغسل الكدرا
حبا .. سأنفخ في أوراقهم قلمي لينبت الله في أفكارهم قمرا
حبا .. سأزرع في ناياتهم فرحا وأشتل الطير في أفواههم وترا
حبا .. سأرعى خراف الغيم فوقهم حتى أهش على صحرائهم مطرا
ويا بني النخل من سكان مملكتي ألقوا عليهم حنانا إن رموا حجرا
ويا حرير شعوري يا ابن مريمة طبطب عليهم عطوفا إنهم فقرا
لا يعرفون بأن الكنز في جهة جهرا يخبئ فيها الله ما ندرا
آه من الحب - هذا الفرن - يخبزنا ليأكل الناس من أطباقنا ثمرا

.
.
.
.