|
لم يثن عزمك أنك المكلومُ |
أو يؤذ قلبك حرقة وهمومُ |
ها أنت تمخر لا يؤودك هاجس |
كلا ولا يلتاعك المحتوم |
ها أنت تَصْرع كلما لاقيتها |
إن التعاسة في حماك تحوم |
ينتابك الماضي بوهْج شجونه |
فتسل صبراً كالحسام يقيم |
من بعد رزء تعتريك بلية |
وأمام تيك العاديات مقيم |
مثل المطارق يندلقن وتحتها |
رأس الدواسر في الجدار تقوم |
ترجو السلامة من دياجر ظلمة |
فتجيء هطلى مزنة وغيوم |
وترد هما عند بابك جاثم |
بئس الضيوف - إذا تبيت - جثوم |
تشتاقك الأرزاء كل عشية |
وبنود قلبك ملؤها التسليم |
تبتزك الأوجاع دون هوادة |
فكأن جسمك في البلاء رميم |
لكن قلبك للمنيحة راغب |
وجلال ربك زانه التعظيم |
وإخال قلبك يستدر مدامعا |
ورضا برب للورى قيوم |
وإخال روحك رفرفت هيمانة |
كيف اصطفيت مع الهداة تحوم |
أنّى ابتليتَ ففي الفؤاد تريث |
من خلف رزئك ينبت الكرُّوم |
لازال روضك جنة من حولها |
تشدو البلابل حولها وتهيم |
لازال يورق في دروبك زهره |
ويطل ورد حولهن هشيم |
لازال دفقك مترعٌ بمشاعر |
لو عبّ من العالمون يدوم |
لازال شجوك عازفا قيثاره |
يشجي الحياة يحوطه الترنيم |
يحدوك ذكر من كتاب منزل |
ويطيف فيك مع الغداة نعيم |