لم يثن عزمك أنك المكلومُ أو يؤذ قلبك حرقة وهمومُ
ها أنت تمخر لا يؤودك هاجس كلا ولا يلتاعك المحتوم
ها أنت تَصْرع كلما لاقيتها إن التعاسة في حماك تحوم
ينتابك الماضي بوهْج شجونه فتسل صبراً كالحسام يقيم
من بعد رزء تعتريك بلية وأمام تيك العاديات مقيم
مثل المطارق يندلقن وتحتها رأس الدواسر في الجدار تقوم
ترجو السلامة من دياجر ظلمة فتجيء هطلى مزنة وغيوم
وترد هما عند بابك جاثم بئس الضيوف - إذا تبيت - جثوم
تشتاقك الأرزاء كل عشية وبنود قلبك ملؤها التسليم
تبتزك الأوجاع دون هوادة فكأن جسمك في البلاء رميم
لكن قلبك للمنيحة راغب وجلال ربك زانه التعظيم
وإخال قلبك يستدر مدامعا ورضا برب للورى قيوم
وإخال روحك رفرفت هيمانة كيف اصطفيت مع الهداة تحوم
أنّى ابتليتَ ففي الفؤاد تريث من خلف رزئك ينبت الكرُّوم
لازال روضك جنة من حولها تشدو البلابل حولها وتهيم
لازال يورق في دروبك زهره ويطل ورد حولهن هشيم
لازال دفقك مترعٌ بمشاعر لو عبّ من العالمون يدوم
لازال شجوك عازفا قيثاره يشجي الحياة يحوطه الترنيم
يحدوك ذكر من كتاب منزل ويطيف فيك مع الغداة نعيم

27/9/2112
11/11/1433
أبوتمام هاني الشوافي
الاحساء