|
قالوا : البنات لنا شقاً ودمارا |
يلصقن بالنسب العريق العارا |
وإذا رزقت بطفلة فاكتب على |
صفحات عمرك شقوة وعوارا |
ماذا ستجني ؟ غير سمعة هازء |
في كل ناد يستشيط سعارا |
بخلُ وجبنٌ يعتريك فلا ترى |
درب العلاء ولو دعيت مرارا |
ويطعن غيرك بعدما ربيتها |
وتسير درب الزوج تنسى الدارا |
وترى أمامك أمة من نسلها |
ورثوا الإباء ونخوة وذمارا |
لا ينسبون - إذا سئلت- أبوهم |
من غير قومك أو ترى أنصارا |
قلت : البنات إذا سألت مشورتي |
ضي الحياة إذا تروم نوارا |
وهم الوداد ، ورحمة ، معطاءة |
بركات ربك لو غدون كثارا |
وتقول : بابا إن دخلت مقطبا |
فترى نِداها يستبيك جهارا |
وترد فيك غدا تشعشع بعدما |
أفنيت عمرك تشعل الأنوار |
وتضم روحك كالعباءة دفئها |
أبنيتي تاق الفؤاد وثارا |
ولقد حرمت بأن أعيش أضمها |
وغدوت أنظم طيفها أشعارا |
ورحلت أطلب للسناء مراكبا |
أمضي كريما أصرع الأخطارا |
فتهيج نفسي أن أراك بنيتي |
فأرى ضياك وتارة يتوارى |
أبنيتي!! ويهيم صوتي في المدى |
فيغيب إن جاز الفضا أمتارا |
أنى نظرتُُ رأيتُ ريح عبيرها |
يسري عليّ فأستحيل شرارا |
هي فلذتي!! ولَكمْ أنرتِ جوانحي |
ولكم أزلتِ من الونى أطمارا |
ويلاه إذ شط المزار فلم أعش |
شرخ الطفولة فانتشين عذارى |
ولقد وجدت بأن خير رفيقة |
في الدار زهرات حللن صغارا |
ولقد رزقتٌ بهن كل كريمة |
هنَّ القرار إذا حرمت قرارا |
فافرح بهن وأحسنن أخلاقهنْ |
يعصمن قلبك أن يمسّ النارا |