زفير الشوق


عندما تقترب لحظات الفراق، يدعونا الشوق لنستمع إلى سيمفونية عقارب الساعة،
ويبدأ القلب في تتبع طرقات ثوانيها، وكأنما جعل منها ضابطاً ومنظماً لإيقاعه،
فتبدأ العين في جمع حصاد مياهها وأنهارها، ويعبئ الصدر تنهيداته ليطلق حممها في الهواء.

ترى عيون من تحب ترقبك خلف شلالات مشاعرها المهدورة، فتتفجر سدود العين مغرقة كل ما أمامها،
حاجبة كل صورة لهم، تحاول مداراتها بابتسامة بلهاء، وبيدين تلوح بهما لمحو آثار نفسك الواهنة،
وترتجف الأرض تحت قدميك وأنت تبتعد عنهم آملاً في العودة، فقط في العودة.

أيا من عذّبت روحي فراقاً

............ رميت هواكِ ضيماً واقتدارا

دعيني من محبّتكِ قليلاً

............ فإن القلب إن ضاق استخارَ

أحب يرتجيه منكِ خيرٌ؟!

............ أم الحب الذي منه استثارَ؟!

فويحي ما بقلبي من حنينٍ

............ يخرّ الدم منه إن أفارَ

فلا يبقى على جنحيه نبضٌ

............ كطيرٍ صاده الشوق فطارَ

وأضحى في محبّتها أسيراً

............ يآخي الليل دمعاً وانتظارَ

ألا نفسي تميل على هواها؟!

............ أما كانت محاريبي قفارا؟

وكنتُ للهوى سدّاً منيعاً

............ فما بال الهوى منها أغارَ؟!!

أذاب الشوق مني كلّ درعٍ

............ فطاف الحبّ في قلبي وجارَ

يفر النبض مني دون علمي

............ ليطلب بين أضلعها الجوارَ

أصوتٌ منكِ يشفي لي غليلي؟

............ ألا و الله .. ما طقت اصطبارا

ألا رحماك ربّي من خليلي

............ إذا ما غاب عنّي أو توارى

فألهم قلبيَ المغلوب أمراً

............ يهيب القلب بالشوق انتظارا



...

ملاحظة : تم تنسيق الموضوع بخلفيات ولكنها حذفت لأني لا أملك القدرة على وضع الروابط لقلة مشاركاتي ^__^

أتمنى أن تنال اعجابكم، وأتمنى رؤية نقدكم