ألا ليتَ أيامَ الشبابِ تعودُ
وأنَّ فؤادي هانئٌ وسعيدُ
وأنَّ حبيبي مستقرٌ بجانبي
وأنَّ عيونَ العالمينَ بعيدُ
ونمضي معًا فوق السحابِ حياتَنَا
أُلبِّي لها ما تشتهي وتريدُ
أقولُ لها شِعرًا يُبَيِّن حالتي
تهيمُ لشِعري تنثني وتميدُ
أقبل منها ما أريد وأشتهي
بعيني وأشواقُ القلوبِ تزيدُ
فلا أرتوي منها ولا هي ترتوي
وقلبيَ في أوتادها مشدودُ
فأضحتْ ضلوعي حارسًا لحبيبتي
فذلك قلبي للحبيبِ بريدُ
وفي أعينِ الأحبابِ بحرُ مودةٍ
وفيها حنانٌ زائدٌ وعهودُ
إذا ما طلبت القربَ شدَّتْ حبالها
وإنْ رُمْتُ بُعدًا للحبالِ تعيدُ
فتلك أمانيُّ القلوبِ مِن الهوى
فأنَّى لأيامِ الشبابِ تعودُ
وأنَّى الخليلُ والخليلُ تلاقيا
بلا عازلٍ فالعاشقون شهودُ
تركْتُ لجامَ القلبِ يُقْبِلُ نحوها
فعقلي مخمورٌ وقلبي عنيدُ
وأسأل نفسي ما نهايةُ قصتي
وهل لبحوري شاطئٌ مشهودُ
أمَ انَّ سفيني تاهَ في عاصفِ الهوى
وأنَّ شراعي حبلهُو معقودُ
فهل لي فكاكٌ من قيودِ حبيبتي
وهل لي دواءٌ للرشادِ يعيدُ
وفي بعدها يومي شهورٌ ثقيلةٌ
وفي قربها برقٌ أتى ويعودُ
تذكرتُ أحوالَ الأحبةِ قبلنا
كمجنونِ ليلى والزمانُ يعودُ
وغيرهما قد ضاعَ من كثرةِ الجوي
ولكن لنا في الحبِ حالٌ فريدُ
فنحن تخطينا حدودَ سلامةٍ
وأغرقَنا التسهيلُ والتعويدُ
فيا ليتني أنجو بقلبي من الهوى
ويا ليت أمواجَ السلامِ تسودُ
[/QUOTE]