ينوون جمع فضاءاتي وأجنحتي
في كفِّ بالٍ .. عريفُ القوم .. يتبعُهُ

يُرَتِّبونَ .. صحارى لا يشاكلها خطوي
إلى سامقٍ بالعزم أرفعُهُ
...
ينوون .. غرس حصاتي في حرائقهم
وأشترى حدَقي وتراً .. وأجمعه
...
قبري أنا .. ما عليكم كيف أسكنه
قبري أنا .. ما عليكم أين أزرعه
...
صوت الذئاب .. صدى ما كان يتقنه
وجائل الريح .. أقسى ما يروّعه
...
بنوَّتي لأبي .. حكمٌ على ولدي
و لا أشاء له قيداً .. يطوّعه
...
بيني وبين أبي .. بِرٌّ .. وجانحةٌ
تدمى .. وإنفاذ ما شاءت ودائعه

بيني وبين أبي .. إحكامُ منزلةٍ
له على الدهر .. لا تَفنى صنائعه

و غير ذلك رسْمٌ لا تحركه
دروب ما قد مضى إلا وتمنعه
...
لا يصنع القيد حُرّا في طبائعه
و لا يعيش الفتى ما ليس يصنعه
...
هذي الصحارى التي أفنت شجاعتنا
توزَّعتْ .. في الدم الـ ( جفَّتْ ) منابعه

فقام يوحشه ما كان يألفه
وقادَهُ عنوةً من كان يتبعه
...
ينوون .. زرعي بذات الدرب نافلةً
ويلٌ لمن جاهرت بالرفض .. أذرعه
...
إن الزمان الذي نامت كتائبه
هو الزمان الذي طاشت طبائعه

قلّاب ظهرِ مجَنٍّ حين تمدحه
ركّاب أشْأَمَ دربٍ حين تخدعه

موكَّلٌ بغريب الشمع يرسمه
وجهاً .. ويمنحه تاجاً .. ويتبعه
...
عانقتُ .. كل غريب لست أشبهه
وقمت .. في كل مهوى فارَ مضجعه

بحثاً وما كدتُ ألقى .. غير أسئلتي
تصبُّ في كبدي سمّاً .. وتمضغه