الثلج والخاصرة

صدى لنداءات أم تنادي طفلها .. تستجديه النهوض
...
قم يا صغيري ..أقامَ الثلج في طرقي
دفّئْ جناحيَّ .. واختمْ قصّةَ الغرقِ

قمْ لي .. فدتك الليالي طالَ عاتقها
عليّ مُحْكَمة الأستار بالأرقِ

قم يا صغيري جناح الذل ليس له
إلاكَ .. في وهدةِ الآلام والقلق
....
قم يا صغيري سياط العجزِ تُلهبني
إذا التمستُ بقايا الخبز والورقِ

أدفّئ الخيمة الخرقاء تمطرنا
بقاتلٍ يغزل الأحشاءَ بالحُرَقِ
....
كنا وكان الهوى والدار تسكننا
نراقصُ الزمن الأغلى من العلق

ننامُ ملءَ الليالي ملءَ أعيننا
والآن يسخر منا بائع الأرق
....
ذابت على ورق التاريخ قصتنا
مذ ( دَمْشَقَ ) المجد بين النور والغسق
....
دمشق بعد تهاديها بفتنتها
وزهوها بحقول اللوز والحبق

وهزّها شجر التفاح في طربٍ
ورقصها في ثياب المترف اللبق

تبيتُ غرثى تلوك الطين عاريةً
إلا من الحزن والأوجاع والرهق
....
لله ما حملته الروح من أسفٍ
عليك يا نجمة يصبو لها أفقي

لله روحٌ صراع الطين أنهكها
ما بين خاصرة تدمى وصمت تقيْ
....
قم يا شفائي فأسقامي تحاصرني
دفّئْ جناحيَّ .. واختمْ قصّةَ الغرقِ