يا ساقياً قلبي بماء العلقم
اشدد يديك بصفقة لم تبرمِ
ما زلتُ أقسم لا أبيعك نبضَهُ
وعلى يديك .. يجفُّ نهرُ توهّمي
وأعود أقسم .. والفضاء يضيق عن
عزمي .. وماؤك لا يذوب له فمي
....
مذ خنتَ عهدكَ ذات جرحٍ راعفٍ
ألقيتَ قافلتي لدربٍ مبهم
....
لما حججتَ إلى الظلام عشيةً
لم تكترث .. أحْرَمْتَ أم لم تُحرِمِ
....
دعني أبعْكَ .. فقد سرقتَ بشاشتي
وطمستَ عينَ ملامحي وملاحمي
وقسوتَ حتى ذاب فيك تصبّري
وجرحتَ حتى شاه وجه تَبَسُّمي
....
حزني عليك أطيقه .. لكنما
حزني على زمنٍ .. أراك تألمي
وأراك طعنة غادر مسمومة
تلهو على ركن الهوى المتهدم
....
دعني .. فقد أججتَ درب صبابتي
ناراً .. وقد أثقلت كاهل أنجمي
وأذبتَ سمَّك في غوافل خافق
بَرٍّ .. شفيفٍ .. صادقٍ .. متبسّم
....
لم يبقَ في دربي خيالُ خميلةٍ
إلا بسطتَ إليه نارَ جهنم
....
نبضي لأجلك .. عقَّ سَمْتَ تَصَبُّري
ودمي تبرّأ مذ عرفتك من دمي
....
حاولتُ فهمك .. غير أن بيارقي
تأبى الوقوف .. على كثيبٍ مظلم
....
حاولت غرسك نخلةً شرقيةً
لكنّ ملحَ ثراك مرُّ المطعمِ
....
حاولت رسمك .. لوحةً فنيةً
لكنّ لونك .. شلَّ قدرة مرسمي
....
حاولت أن أحياك لذَّةَ طاعمٍ
فقتلتني غصصاً .. وما من مطعم
....
قف حيث أنت .. فقد نسيتُ ميامني
مذ بتَّ تملأ رحلتي بمشائمي
....
قف حيث لا ألقاك إلا طعنةً
في كلِّ نابضةٍ بقلبٍ مغرمِ
قف حيث أنت .. فما يبيت على الطوى
مثلي .. وها قد كدّتُ أكسر معصمي
....
دعني .. فقد آذيت صدق مشاعري
وجمعتَ بين تأخري .. وتقدمي
حتى لقد كادت تميد ثوابتي
في الوعي بالعهد الوثيق المبرم
....
لا .. لا تعد لم يبق في وجهي فمٌ
كي يحتسيك عصارةً من عندم
ِ