حينَ تمتزج أنفاسُكِ بالنسيم, يخرج قلبي من قفصه, ويحلِّق كطيرٍ تحتَ ظلال شعركِ الذهبي المنثور, ويستنشق أولى شهقات الهوى ليغرِّد مناديًا أسراب الكناري للاحتفال بميلادِ ربيعِ جديد.

وعلى محيَّاكِ تتسابق الحمائم البيضاء لامتصاص دمعة توشك أن تقبِّل شفتيك, لتفتحَ عيناكِ ستائرها, وتبثَّ أشعّة تغازل أهدابَ الزُّهُور فالحزن يا حبيبتي لا يليقُ بكِ..!

أمّا أنا فالحزن لي ثوبي السرمدي,فمتى رأيتُكِ أيتها البعيدة القريبة -أبكي وابتسم-, تُصلبُ الدموع على أبوابِ عينيَّ تارة, وأبكي تارة أخرى حين تطرق فكرة بعد المسافة أبواب عقلي.

لم يبق لي سوى نخلة رأسها في السماء تنظر إليكِ لتخبرني عنكِ, وقلب بهِ من المشاعر ما يزرع المسافة التي بيننا بالسنابل,ودمع يكفي لريها, وللوضوء.