مرُّوا مِن الغيِمِ دونَ الزّادِ قدْ شبِعُوا وأُشرِبُوا كلَّ موتٍ شكلَهُ ابتدَعوا
همُ الحياةُ؛ ولكنْ لا يرَون سوى ظِلًٍ شبيهٍ لموتٍ ظَلَّ يتّسعُ
مثقَّلُونَ بآهاتٍ مُبعثَرةٍ تقوّسُوا سُنبلاتٍ حينما ارتفعوا
وكُلّما الأرضُ كانت تستغيثُ بهِم ردُّوا "بِعشقِكِ" إنّا الآنَ نجتمعُ
توضَّأُوا مِن نَداها العاطفيِّ هوىً فأدرَكَ الطّينُ سِرَّ العِشقِ مُذ صدَعوا
المريمِيُّونَ كالرّيحانِ؛ مِن عبقٍ فاحُوا عطاءً إلهِيًّا وما اقتنَعوا
المؤمنونَ بأنَّ الحُزنَ قِبلتُهم منها الدّموعُ على أجفانِهم تقعُ
مَن أحزَنُوا اللهَ مِن أحزانِهم خُلِقوا كالأنبياءِ ولكنْ حظُّهم بشِعُ
مَن أتقنُوا الحبَّ لكنَّ الجراحَ غدت رِتقًا بهِم ليزيدَ القهرُ والوجعُ
آهٍ وفي غرفةِ الإحساسِ في كبدي مزمارُ حزنٍ عن التّرنيمِ يمتنِعُ
اليوسفيُّونَ جُبُّ الخوفِ في دمِهِمْ لم تأتِ سيّارةٌ؛ مَن سوفَ يستمِعُ
همُ المقيمونَ بين الثّلجِ في لغةٍ وبينَ نارٍ – ربيعَ الوردِ – تبتلِعُ
كلُّ السّعادةِ بعدَ المُنهَكِينَ سُدَىً وكلُّ أمنٍ بلا اطمئنانِهِمْ فزَعُ
مسافرونَ ضحايا مُنذ أن خُلِقوا تعلّموا فِطرةَ الأحزانِ فاتُّبِعوا
المستظِلُّونَ في أُترُجَّةٍ صعدوا شمسًا على الكونِ رغمَ الموتِ قد سطعُوا
لا يَعرفُ الموتُ أنَّ الضَّوْءَ حِكمتُهُمْ قِيلت لتبقى؛ كبدرٍ ظلَّ يرتفِعُ
فأعطِهِمْ منكَ بَعضَ الضَّوءِ يا وطنًا عادوا مِنَ المَوتِ حتى فيهِ يجتمِعوا



رد مع اقتباس

