مَعْرَكَةٌ في سَاحَةِ التَّغْيِيْرِ




حَشَدَتْ أنوثَتَهَا لِخَوْضِ المَعْرَكَةْ وَلِكُلِّ مُغْرِيَةٍ أتَتْ مُسْتَهْلِكَةْ
مِنْ كُلِّ نَافِـذَةٍ تَسَلَّلَ جَيْشُهَا إسْ إمّ إسْ، واتساب، تويتر، فَسْبَكَةْ
فَحَشَدْتُ جَيْشَ الكِبْرِيَاءِ.. كَتَائبًا هَزَمَتْ كَتَائبَهَا، فَوَلَّتْ مُنْهَكَةْ
لَكِنَّهَا.. ارْتَدَّتْ مُنَاوِرَةً على خَيْلٍ يُتَكْتِكُ.. ما اقْتَضَتْهُ التَّكْتَكَةْ
فَأقَمْتُ تُقْيَاهَا جِدَارًا عَازِلًا مِنْ لا مُبَالاتي بِوَجْهِ مُفَسْبِكَةْ
وَظَنَنْتُ ظَنًّا أنْ كَسَرْتُ جُمُوْحَهَا وَمَنَعْتُهَا هَدَفًا بِهِ مُسْتَمْسِكَةْ
ما كُنْتُ أُدْرِكُ أنّ في قَصْرِي لَهَا بَعْضَ العُيُوْنِ.. جَوَارِحِيْ المُتَصَعْلِكَةْ
أوْ كُنْتُ أُعْلَمُ أنَّنِيْ في قَلْبِهَا جَاسُوْسُهَا الوَاشِي بِسِرِّ المَمْلَكَةْ
وَصَلَتْ إليَّ رِسَالةٌ صَنَّفْتُهَا قبل القِرَاءَةِ للرّسُوْمِ المُضْحِكَةْ
فَإذَا بها مِفْتَاح قلبي ، أرْسَلَتْ مِفتاحَهُ في صُوْرَةٍ مُتَحَرِّكَةْ
هذي نهايةُ قِصَّةٍ بدأت بها بين البِدَايَةِ وَالنّهَايَةِ.. مَعْرَكَةْ
هِيَ قِصَّةٌ غَزَلِيَّةٌ جَمْرَكْتُهَا رُشْدًا، وَلَكِنْ.. أنْهَكَتْنِي الجَمْرَكَةْ
العِشْقُ بعد الأرْبَعِيْن.. سَخَافَةٌ وَالشَّيْخُ في كَنَفِ الصَّبَابَةِ مَضْحَكَةْ
مازالَ يُغْرِيني، فَقَلْبِي لَمْ يَزَلْ شَابًّا يُدَغْدِغُهُ الغَرَامُ.. لِيَعْرُكَهْ
يَا لائِمِيْ لُمْنِيْ على ما في يَدِيْ نَبْضِيْ بِصَدْرِيْ، كَيْفَ لي أنْ أمْلِكَهْ !
ذَهَبَ الشَّبَابُ بِكُلِّ نَزْوَةِ عَاشِقٍ لا خير في مَنْظُوْمَةٍ مُسْتَهْلَكَةْ
في خُرْدَةٍ كَانَتْ مُحَرِّكَ حِقْبَةٍ هَجَمَ المَشِيْبُ على النِّظَامِ فَفَكَّكَهْ
وَبَلَغْت سِنَّ الرُّشْدِ يا عُمْرِي، إذًا نَسَكَ الفُؤادُ طَرِيْقَ هَدْيٍ أدْرَكَهْ
يا رَبُّ أوْزِعْنِيْ لِأشْكُرَ نعمةً أنْعَمْتَ وَاهْدِ القَلْبَ شُكْرًا مَنْسَكَهْ
لِمُجَرَّدِ التَّذْكِيْرِ صُغْتُ قَصِيْدَتِيْ لا بُغْيَة الذِّكْرَى وَخَوْف الفَبْرَكَةْ


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
محمد الحميري
7 / 11 / 2019 م