مفاتح الغيب

نص ملئ بجواهر الحرف والصورة والبيان
قصيدة في غاية الجمال والإبداع فيها التصوير والبلاغة والعاطفة والموسيقى
بورك فيك وفي مداد يراعك العاطر الفياض بالعذوبة والإحساس
أحييك على هذا السحر.

أحجز المقعد الأول
ولي عودة مع النص
.
.
.

بارك الله بك أيها الشاعر المبدع والأخ الحبيب وإني لأشكر لك رأيك المغدق وتفاعلك الراقي وردك الكريم وحرصك على حجز المقعد الأول لقصيدتي.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية ولا أوحش الله منك!


تقديري

طِـرْسٌ، يَــرَاعٌ، وُجُــومٌ، شَــمْعَةٌ، سَــهَرُ = وَصُــــورَةٌ لِــحَــبِــيبٍ كُــــنْــتُ أَدَّخِــــرُ
وَبُــنُّ ذِكْـــرَى وَحَــاسُــوبٌ وَنَــافِــذَةٌ = مِــنْــهَــا تَــسَــلَّـلَ نَــوْحًــا خَــافِــتًــا مَــطَــرُ

مقدّمة هادئة ورياح خفيفة لهطول مطر مؤكّد يشتدّ تدريجيا في أبيات القصيدة ، أعجبني استعمال البنّ حقيقة لاسيّما أنّ له دور على التركيز والتأمّل ورائحته ودفئه يميل إليها أغلب الكتّاب فكان توظيفا ذكيّا لهذه اللفظة.

وَضَّـأْتُ صَـمْــتِي بِــسَــمْتِي إِنَّـنِــي رَجُــلٌ = مَــهْـمَــا تَــجَــنَّــى عَــلَــيْــهِ الــضُّــرُّ يَــصْــطَبِرُ

المعنى هذا رغم أنه متداول ولكن توظيف الوضوء كان دقيقا ورائعا فالوضوء يزيد من ضياء المؤمن فليس كل صمت يكسوه الهيبة والوقار فهناك صمت خائف وصمت مُتجسّس وصمت حاقد لذا كانت صورة حسنة في استعمال السمت وتشبيهه بالماء وهذه استعارة مكنية ذكر فيها الشاعر المشبه وهو السمت وحذف المشبه به وهو الماء ودلّت على المحذوف القرينة (وضأت) والجامع بين السمت والماء هو الصفاء وحُسن الهيئة مع السكينة ، تشبيه موفّق.
وبين صمتي وسمتي جناس ناقص.
كذلك في العجز استعارة مكنية جعل الضرّ كالإنسان المتجنّي والجامع بينهما وقوع شيء من الأذى والاتهام وهذا ماتدل عليه القرينة (تجنّى).

أَعْــرَبْــتُ كُــلَّ مَـقَــامَاتِي الَّــتِي عَــزَفَتْ = لَـــحْــنَ الــخُــلُودِ وَلَــكِــنْ أَعْــجَــمَ الــوَتَــرُ

جميل النغم الموسيقي والإحساس خصوصا في العجز

أَغُـضُّ وَالـبَـسْمَةُ الـبَــلْهـاءُ فِـــي شَــفَتِي = وَلَـــوْعَــةُ الــــوَجْــدِ فِـــي عَــيْــنَيَّ تَــنْــتَشِرُ
لَأْيًــــا تُــخَــبِّـئُنِي مِــنِّــي وَقَــدْ خَــبَــرَتْ = أَنْ فِـــي الــحَــوَادِثِ لَا يُــسْــتَأْمَرُ الــقَـــدَرُ

التقسيم في البيت الأول (أغض) (والبسمة البلهاء) (في شفتي) (ولوعة الوجد) (في ) (عيني تنتشر) أعطى التراكيب تدريجا جيدا في تتابع الوصف لرسم صورة لأحد صور الشعور والوجد.
والبيت الثاني متماسكا وأقرب للشعر العباسي في تركيبه وجماله كما أن استعنال(لأيًا) زادت قوته ومتانته مع العجز بشكل خاص.

مَــــا زَالَ يَــنْــمُو عَــلَــى شُـبَّــاكِ أَسْــئِـلَتِي = حُــزْنِــي الــقَدِيمُ فَــهَلْ يَــا حُــزْنُ تَــنْحَسِرُ؟

صورة ايضا جميلة كعادة الصور المتنوعة في أشعاركم أن تجعل للأسئلة شباك لأن السائل يفتح بابا أو نافذة يبحث فيها إلى أن يتلقّى الإجابة التي تشفي صدره ،وهنا تبعا لصورة البيت بشكل كامل أنّ نافذة الأسئلة التي تردُ على الشاعر تُفتح وتتجدد باستمرار مع نمو الحزن القديم الجديد ، ولفظة (مازال) يدلّ على استمرارية الفعل ووجود الأثر، وقول (فهل ياحزن تنحسر) فالسؤال بهل أعطى لمسة لطيفة غير مضجرة ولا ساخطة ولكن بنفس صبورة وأمل أن تنحسر ، ولاحظوا لم يقل تبتعد أو تزول أو ترحل أو كلمة أخرى بديلة بل لفظة ( تنحسر) ليس من أجل القافية فقط بل لأنّ الانحسار لا يكون سريعا ودفعة واحدة بل على دفعات شيئا فشيئا حتى يزول بالكامل والهموم والأحزان لا ترحل مرة واحدة إنما تنحسر وتنكشف بالتدريج ثم يظهر نور الفرج والبشرى ، وهو حقيقة استعمال حكيم .

مُـذْ كُــنْــتُ أَلْــثَــغُ وَالــدُّنْيَا عَــلَى أَثَــرِي = فَـــلَا تُـــؤُودِي عَــلَــى آثَـــارِ مَــنْ أَثَــــرُوا
هُـمْ قَــلَّــدُونِي بِــمَــا لَـــنْ يُــدْرِكُوا وَأَنَــا = سِــيَّانَ فِــي الــجَدْبِ أَوْ فِــي الخصْبِ أَبْتَكِرُ
نَــوَارِسُ الــقَــلْبِ مَـــا زَالَـــتْ مُــحَــلِّقَةً = كَـــلَّ الــجَــنَاحُ وَلَـــمْ يَــكْلُلْ بِــهَا الــوَطَــرُ
حَــدَّثْتُنِي عَــنْكِ لَا عَـنْ تِــلْكَ لَـيْسَ لَـهَا = إِلَّا الــعُــيُــونُ الَّــتِــي فِـــي طَــرْفِــهَا حَـــوَرُ

الله الله !
هذه تجعل القارئ تبتسم فيها الإحساس والتصوير والمعنى خصب وجميل واستعمال بعض الألفاظ التي زادت بروزها وتميزها مثل (فلا تؤودي) وهي أخف وألطف من فلا تعوجي وكذلك تُعد متوسطة وليست خفتها ككلمة و(تثني) التي قد تناسب في المديح أحيانا ، (فلا تؤودي) أنسب في العتاب والعظة ، رأيت استعمالها جيدا هنا.
والابتكار وخصوبة الخيال مشهود في قراءة الإبداعات لكم في الواحة.
واستعمال نوارس القلب مازالت محلقة كان الشعور فيها متدفّقا والعاطفة عالية ثم زاد الجمال والابتسامة الاقتباس المباغت لأحد أبيات جرير الذي أعطى معنى رائعا يؤكده بعد نفي " إلا العيون التي في طرفها حور".

وَهَــا اجْـتَبَيْتُ فَــهَلْ أَنْـتِ الَّتِي انْتَظَرَتْ = مَـفَاتــِـحُ الــغَيْبِ أَمْ هَـلْ زَاغَ بِــي الــبَصَـرُ؟

وكما بدأ القصيدة بهدوء وتأمّل وحيرة أنهاها بنفس الوتيرة مع إضافة سؤال يحيّره موجّه للمُخَاطَب ، ولا أعلم لم اشعر أنه فيه شيء من السؤال الإنكاري وقد أكون مُخطئة.

بالمجمل قصيدة جميلة ورقيقة وسهلة

تقديري

يكفيني شرف الحضور وبهجة القراءة ولذة المتابعة وروعة الفهم والتعلم .

إرحم الشعراء يا سمير ، لقد اتعبتهم في متابعتك وليس في مجاراتك .

ما شاء الله تبارك الله .

.

نعم ما زالت نوارس قلبك
تفرد أجنحتها في كل الاتجاهات
تنشر الحب والشعر والجمال
دمت ودام نفسك العبقري...

بارك الله بك وأشكرك من القلب على تقريظك أيها الأخ الحبيب والشاعر الأريب ورأيك الذي أعتز به!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

من أجمل روائعكم شاعرنا الكبير..
قصيدة تفوقت شعرًا و شعورًا.. وكانت مقدمتها كفيلة لتهز مشاعر القارئ.
وافر تقديري شاعرنا الكبير.

ما شاء الله عليك ، فتح الله عليكم فتوح العارفين ، كبير الشعر
والمشاعر والشعراء ، فلا فض فوك :

يَــا أُخْـتَ ظَـنِّكِ مَــا كَــانَ الـوَنَى وَثَــنًا يَــرْقِــي الــيَــقِينِ وَمَـــا كَــانَ الــضَّنَى يَــثِــرُ أَكَـــادُ أَكْـفُــرُ بِــالــرُّؤْيَا وَمَـــا حَـمَــلَتْ إِذْ تَــحْمِلِينِي إِلَــى الــرَّأْيِ الَّــذِي كَــفَـرُوا

تحيتي وتقديري.

رائع انت
شاعر انثنى الحرف لطرقه
متمكن من الحرف والاحساس والإيقاع الوجداني
رغم اني لا استسيغ القصائد الطويلة الا انها اخذتني الى اخرها
وفي مطلعها اخذنا دكتورها الى محيط ارتجاله
اطال الله عمرك والبسك ثوب الصحة والعافية ايها الجهبذ .

بارك الله بك وأشكرك من القلب على تقريظك أيها الأخ الحبيب والشاعر الأريب ورأيك الذي أعتز به!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!




تقديري

رائعة من روائعك شاعرنا الكبير
مودتي وتقديري

بارك الله بك أيها الشاعر الحبيب الكريم، وأشكر لك كريم رأيك وجميل تقريظك!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

ليت شعري من اي المناهل تنهل قريحتك
وفي أي أفق يحلق إلهامك
لو رأيت شيطان شعرك لقبّلته
بعدد أبيات هذه القصيدة
محبتي التي تعلم
وإعجابي أيها الكبير