هنا قرأت تراتيل حب صامتة،
واحتواء لا مشروطة فيه كلمة،
ذلك النوع النادر من الحنان الذي لا يُدوّن، بل يُعاش، ولا يُصاغ إلا بماء القلب وخشوع العارفين.
انت هنا اديبنا الفاضل لا تسرد مشاهد،
بل تنحت تمثالًا من الطهر،
وتضعه في محراب التأمل حيث اللغة تركع، والكلمات تتهجد خاشعة أمام مقام تلك الأنثى التي لم تقل: "أحبك" يومًا،
لكنها كانت الآية التي نزلت على جبين الوجع بردًا وسلامًا.
وجاء اسلوبك هذا البيان المُغمس في دمع الطمأنينة، بلاغة آسرة لا تزخرف، بل تبني وطنًا من الحنين على صدر الورق.
وكل جملة فيه تحمل وزن دعاء، وثقل نبيل من الوفاء، وسكينة لا تُشترى.
هذا النص يجب أن يُعلّق في القلوب لا على الجدران، ويُقرأ بصوتٍ خافت، كما تُتلى وصايا الراحلين في الهزيع الأخير من الذاكرة.
اللهم ارحمها،
واجعل دعاءك لها شاهدًا وحجابًا من نور
من القلب:
هذا النص من تلك الكتابات التي تبقى حين ترحل كل الكلمات.
شكرًا لك، لأنك أهديتنا شيئًا لا يُنسى