مابالُ بوحكَ هذا يسكبُ اليأسا
هلِ الحروفُ يداوي نفثُها البؤسا
ارفق بحرفٍ عزيزٍ بتَّ تنفثهُ
في شوقِ راهبةٍ يستعبدُ النفسا
بينَ الضلوعِ بوسطِ القلبِ معبدُها
ولا تشمسُهُ بل تحجبُ الشمسا
قالت جمانةُ دع ذا إنهُ ألمٌ
وقد أتيتُ بكأسي فاحملِ الكأسا
واسجع بغانيةٍ لا تستجيبُ وقد
دست مشاعرَها في نفسها دسا
أيقظ أنوثتَها أوقد مشاعرَها
هاتِ الفنونَ وهاكَ السهمَ والقوسا
إني مررتُ على الحسناءِ أسألُها
عن دَيرِ راهبةٍ لا تعرفُ الرجسا
بانت فلا تقرأُ الإنجيلَ من غضبٍ
ترهبنت وسطَ ديرٍ تحملُ الفأسا
القسُّ كادَ منَ اللوعاتِ يعبدُها
من فرطِ قسوتِها لا ترحمُ القسَّا
بانت مجافيةً غابت مشوقةً
جارت مطنشةً لا تقرأُ الهمسا
ردت وقد ضحكت : هذي لَتشبهُني
فقلتُ من أنتِ قالت اسألِ الأمسا
أنا أميرةُ وردِ الفلِّ في بلدي
فاخضع لسطوتِنا لا ترفعِ الرأسا
إني لأشبهُ تلكَ الريمَ قلتُ لها
بل أنتِ تلكَ ومكرُ الغيدِ لا ينسى
قالت ألستَ غشيماً من غشامتِهِ
لايفهمُ المبتغى بل يفهمُ العكسا
قلتُ نعم ليسَ لي في الحبِّ تجربةٌ
لذاكَ أجهلُ همسَ الحبِّ والحدسا
قالت فديتُ غشيماً باتَ يعشقُنا
يزجي لنا سردَ شعرٍ يسحرُ النفسا
لا تيأسنَّ كهذا القسِّ في طلبي
غامر وقامر وناور تطرد النحسا
وادرس بمدرستي فنَّ الغرامِ تجد
في شفرةِ الحبِّ همساً يجلبُ الأُنسَ
إني مُدرسةٌ والحبُّ مَدرسةٌ
فادرس بمدرستي كي تفهمَ الهمسا
فقلتُ أفديكِ من جهلٍ مُدرستي
إني أذاكرُ حتى أفهمَ الدرسا