لا يا سليل (أبي رغال)!!
شعر/ عبدالسلام جيلان
إلى كل من رضي بأن يكون عوناً للغزاة على شعبه وأرضه..
إلى نموذج أبي رغال وابن العلقمي .. النموذج الذي يتكرر من حينٍ لآخر، ولم يقف تكراره عند حدود الزمان والمكان..
يا من أتى في خِـسَّــةٍ وصَـغَارِ كيما يقايض مجدنا بالعارِ
أحسبت نفسك منقذاً ومُـخَـلِّـصاً لديارنا من سطوة الأشرارِ؟!
أزعمت – يا مغرورُ – أنك جئتنا غسقاً لتوقدَ مشعلاً من نارِ!
لا يا سليل ( أبي رغالٍ) لم تكن
بل أنت من جَـلَـبَ الظلام لأهلهِ وأتى ليمعنَ في خراب الدارِ
قلي أجئتَ محرراً؟ أم جئتنا
أيكون جَــلْــبُ الغاصبين تحررًا؟ عجباً لتحريرٍ مع استعمارِ!
أَغَـدَتْ مؤازرةُ الغزاة بطولةً؟! أم أنها من أقبح الأوزارِ!!
يا تاجر الأوهام: تلك بضاغةٌ
إدفن شعارك في الرمال، فلم تعدْ تقوى على تضليلنا بشعارِ
دع عنك تغطية الحقيقة بعدما ظهرت كضوء الصبح للأبصارِ
ما عاد ينفعك الخداع، فقد بدا للناس ما أخفيت من أسرارِ
إن التي أسميتها حريَّـةً ليست سوى همجيةٍ ودمارِ
يا أيها المغرورُ: لست بمأمنٍ
لا تعترضْ أمواج غضبتهم، ولا تُـبْـحِـرْ خلاف مسيرة التيارِ
ولئن فعلت فلن تقودَ سفينةً صوب النجاة بحنكة البحَّـارِ
ولربما ينهار زيفك حينها ويغوص في سيلٍ من الإصرارِ
أمَّـا الغزاة فإنهم لن يملكوا دفعاً لسيلٍ جارفٍ جَـرَّارِ
يا أيها السمسار: إنك لم تُـحِطْ
سيصير أمرك كالسفاسف مهملاً وسيختفي في زحمة الأخبارِ
وسَــيُـعْـرِضُ التاريخُ عنك، كأنما يلقيك في مستنقع الأقذارِ



