يا مَنْ شكــــوتَ تقلــــــــبَ الأزمـــــــانِ أحـــــزانَ قلـــــــبكَ تشكو أمْ أحـزاني
إنْ كُنتَ تشكو مِنْ صـدودِِِِ عشيقة تركـــــــتْ فــــــــــُؤادكَ دائمَ الخفقـانِ
أو تشكــــو مِنْ دلٍ و بُعـــــــــــدِ خريــدةٍ تلـــــــهو بقلـــــــــــــبِ العاشـــــــــــقِ الولهـانِ
أو مِنْ زمــــــــانٍ لا يـــــــــــــــدومُ نعيمــــــهُ أبداً و لا حـتى لــــــــــــــذي سُلــــــــــــطانِ
فلتشكُرُ اللَّهَ الرحيــــمَ و تصـــــطبر فلــــــــقدْ شقيتَ لبعــــــــــــضِ ما أشـــقاني
ما قـــــولُ مَنْ يشكـــــو بحـــالِ مُعـــــــذبٍ فقــــــرٌ و داءٌ فيـــــــــــــــــــهِ يلــــــــــــتقيانِ
إني لأُخـــــــــفي عـــــــــــــبرتي بأناملـــــــــي رُغــــــماً و تكشفُ عـــبرتي أجفــاني
فلكمْ رددتُ القلــــبَ عنْ صــبوا تــهِ وأرادَ قلــــــــبي في الهـــــــــــوى عِصيـاني
رحلــــــتْ بلا عـــــــــــُذرٍ يُقـــــــــالُ و إنَّها شقـــــتْ نــــــــــــوى قلـــــــــــــبي بغيرِ يمـاني
أصبحـــــــــــتُ لا حُبَّناً يهيــــــــمُُ لأجلـهِ قلـــــــــــبي و تبكي لذكــــرهِ العيـنانِ
فالــــدهرُ أبعــــــدَ مَنْ يَعــــــــــزُ فُراقهــمْ عـــــــــــــني و بالخطبِ الجلـــــــــيلِ رمـاني
فلـــــــــقدْ سُجنتُ اليــــــــومَ دونَ سلاسـلٍ عجـــــــــــــباً و بينَ مــــــعازفٍ و قـــــــــيانِ
فالأرض إنْ خافتْ أسُُدها في الضُحى سـطـــــــوَ الذئابِ و غـــــــــــارةَ الغـــزلانِ
وإذا كـــــريمُها بــــــاتَ يخـشى وضيعهَا و لوائهُا حُملــــــــــــتْ بكــــــــــفِ جبانِ
وغـــــــــدا الصــــــدوقُ بها يُعابُ لصــــدقهِ وغـــــــــدا النفاقُ بها بكُــــــــلِّ مكانِ
فهي كما قــــــــدْ قُلــــتُ قـــــولَ مُجربٍ سِجـــــنٌ بلا حـــــــــــرسٍ ولا قُضــــــــبانِ
و أشـــــــــدُ ما يُشــــــــقي الفُــــــــــــؤادَ بأنني أحيا غـــــــــــــريبَ النفـــــــسِ في أوطانِ
فغــدوتُ أشكـو في السجونِ معَ النوى ثقـــــــلَ القُيــــــــــودِ و قســــــــوةَ الســـــجانِ
ما عُـــــــــــدتُ أملكُ في الحيـــــــــاةِ ثمينـــةً إلا صــــــــــلاةً من ْ هُـــــــــدى الرحمــــــنِ
لكــــــنَّ صبري في ألـــــــدُنا و تجلُـــدي عنْ بـــــــــــوحِ ما تشكــــــــو بهِ أغــــناني
فوضـــــــتُ أمــــــري للـــــــذي هو حسبُنا مُجلـــــــــــي الغـــــــــمامِ و مُنقـــــذِ الحيرانِ
ربِ المشــــــارقِ و المـــــغاربِ والــــــدُنا ملكِ الملــــــــــوكِ مُـــــــــدبرِ الأكـــــوانِ
فهــــــــو الـــــــــذي جمــــــــع العظـــامَ دفيــنةً وهــــــو الـــــــذي ســـــــوى بــــــديعَ بنــــاني
وأعلـــــــــمْ بأَنَّ اللَّــــــهَ يُمهـــــلُ خلــــــــــقَهُ حتى يــــــــــــروا الأعمــــــال في الميزانِ
في ذلكَ اليـــــــومِ العصيــــبِ على الفــتى تــــــــركُ الولــــــــــيدَ و صــــــــفوةَ الأقرانِ
و يُــــــــرى على إثـــــرِ الحسابِ و عدلـــــهِ درجُ العُــــــــــــلا و الــــــــــــدركُ يمتـــــلأنِ
فاصـــــبرْ على أهــلِ الزمانِ و غدرهمْ كُــــــــــلُّ الـــــــــذي فـــوق البسيطةِ فانِ



رد مع اقتباس

