تقولين لي ..

اكتب في عيني جملة تحترق لها أشجار الحب وتنحني لها الينابيع


وكيف لي ياسيدتي

وكل حروفي لا تتجاوز عدد أصابعك الخمس


لي نظرية في العيون التي تأتي من ضفاف دجلة يعرفها النهر الدامي القلب

وتعرفها النخلة المكسورة في بغداد

ويعرفها من باع الصنوبر العراقي ..

كما باع الدماء الحرة الأبية وسهر الأهداب الطويلة وجعلها غماما ً

ياسيدتي

في هذا الزمن الغريب علينا ألا نلتقي لأننا في السوق العربية أعزلان

نحمل عذرية أقلامنا
وكل أقلامنا حملـُها كاذب

ومولودها مات في رحم أيامنا العرجاء


صدقيني

عندي من الكلام ما يتحف قبيلة أشجار

ولكنه لا يحرك الصغير ولا الكبير في بلادنا


لم أسمع عن كلمة أعادت زهرة ياسمين لأمها
ولا عن عبارة جيدة غيرت مجرى نهر


ياسيدتي

لا تطلبي مني الكلام

فأنا والله مشنوق اللسان

مكسور الأصابع


..........................................


تتقمصني العبارة

وتلبسني الأناشيد

أنا ابن هذا الجبل البعيد

وحامل لواء الحب منذ أن حملتني وأنجبتني شجرة الدراق ..

عندي لك أجمل الهدايا

زجاج فاخر

وعطر ينام كطفل مدلل


حين تسبقني موجة .. أركض خلفها وأعيدها إلى حضني


أنا يا سيدتي الريح الشمالية

أتحرك بامر عينيك الواسعتين

وأحمل لك في كل يوم قلبا ً من قلوب البنفسج لتنامي على نبضاته

أجمل مافي الحروف العربية

أن حروف اسمك من أعدادها ومن سكانها

وأجمل مافي اسمك أنه يختصر كل الحروف



أحبك جداً

جداً


ولم تعد بغداد ..

ولم يتغير مجرى النهر ..........



ويبقى النزيف

نزيفا