" تقولين لي ..
اكتب في عيني جملة تحترق لها أشجار الحب وتنحني لها الينابيع
وكيف لي ياسيدتي
وكل حروفي لا تتجاوز عدد أصابعك الخمس "
فاتحة النصِّ تغري وتشهِّي للدخول إلى تفاصيله ,, ثمَّ بعد الدخول نتفاجأ بنقيض فاتحته والمقررة تضاؤلَ كلِّ حروف صاحبه تضاؤلًا شديدًا , بل نجد المفاجأة الأكبر , وهي احتمالية صحة ما قرره الكاتب وصحة نقيضه , وبتتبع الحروف وقياسها إلى الأفكار تحت موضوع كهذا نجد تقارب النسبة بينها وبين حروف الكاتب في الكتابة عن العين قياسًا بعدد الأصابع الخمس , وبصورة أوضح , استطاع الكاتب بقليلٍ من كلامٍ أن يبيِّنَ كثيرًا مما يشغله فنجد أفكاره الجزئية ( العيون , العراق , الخيانة , العرب , الكتابة , الانكسار , البوح الوجداني , اللغة , الجرح النازف , القدرة على التعبير ) هذه الأفكار التي تعدُّ مواضيعًا رئسة في الكتابة نجدها تأتي في خاطر كاتبنا لريبط بينها ترابطًا عجيبًا في نسج متناسقٍ معنونٍ بمدينة من الكلمات , وأي عنوان يلق به غير هذا !! .
أحسنت وأبدعت أخي على وأسعدت
لك التحية والتقدير