1 يا جاثياً في رسـوم الحـيِّ معتكفـا تَبْكي مَعاهدَ خِـلٍّ كـانَ و انْصَرفَـا
2 جرَّحتَ خَـدَّكَ فـي رسْـمٍ تُمَرِّغـهُ فهل يعيدُ بُكاءُ الصَـبِّ مـا سلَفـا
3 تبكي خَرِيْدةَ قـومٍ ليـس يشبههـا شمسُ النَّهارِ إذا ما قامَ و انتَصَفـا
4 الصبحُ وجهٌ لها و الفَـرْعُ غاسقـهُ لونانِ في نظر الرائـي قـد اختلفـا
5 أعْيَا الجَمالُ حُدودَ القـولِ مظْهـرهُ فاقتْ مَقالةَ وَصَّـافٍ ومـا وصَفَـا
6 ليْس الجمـالُ لـه حـدٌّ فَأوصِفـه في ساكنِ القفْرِ أو مَنْ يسكنُ الغُرَفا
7 مـا زال همُـك فـي قلـبٍ تـرددهُ فكـادَ يُفْطَـر لـولا اللهُ قـدْ لطَفـا
8 أحيَا شُجونَك يـوم الظْعـنِ هاتفُـه ساقُ الحمامِ على الأطـلال إذْ هَتَفـا
9 كأنَّ قلبَك يـومَ البيـنِ شـبَّ بـه حرُّ السعيرِ و هذا البيـنُ قـدْ قذفـا
10 يشكو المحبُّ دهوراً ظُلْـمَ صاحبِـه فإنْ تمكَّنَ يوماً منـه مـا انتصفـا
11 غداً سُلُوّكَ عنهـا سـوف يُسْكتُكـم أمَّا البكاءُ على الإسـلامِ لـنْ يقفـا
12 جزّعـتُ ليلـيَّ و الآلامُ تُسهرنـي و باردُ القلبِ فـي أحلامـه جَخَفـا
13 خبِّرْ عَنِ العُربِ هل قامتْ ممالكُهـم أمْ أنَّ ضوءَ شموسِ العِزِّ قد كُسِفَـا
14 بالأمس نحكمُ دنيـا لا حـدود لهـا و اليومَ لا نحكمُ الأهْـوازَ والنَّجفـا
15 تلك العروبةُ صـار الكـلُّ يَحْكُمهـا لمَّـا تحقَّـرتِ الأمْجـادَ و السَّلفـا
16 تَغَربَ العُرْبُ حتَّى ما يطيـبُ لهـم إلا الكَفور إذا مـا قـالَ أو عَزَفـا
17 ستُّونَ عاماً و نحنُ الغَـرْبَ نسألـه عَدْلَ الضميرِ لنا مـا لانَ أوْ عطفـا
18 جادوا علينا بِمَيْـنٍ كـي نُؤمِّنَـهُـم كالشاةِ تأْمَنُ مَنْ يُعْطي لهـا العَلَفَـا
19 حربُ العروبة حربٌ لا حرابَ لهـا إلا الأقاويلَ و الإرجـافَ والسَّخفـا
20 مِنَ الجَهالةِ أَمْـنٌ لا سيـوف لـهُ إذا أردتَ سلامـاً إحمـلِ الحجـفـا
21 ما عدتُ أسمعُ عنْ نصْـرٍ لغازيـةٍ كأنَّما النَّصرُ مـن قامُوسنـا حُذفـا
22 ذلُّ العروبـة ذلٌّ لا شـفـاء لــه و لا شفاء لمـن يَسْتَعـذبُ التَّلَفَـا
23 سِرْ في البلاد فلن تلقى بهـا أحـداً إلا الخلافَ و إلا الـدَّاء و العَجَفـا
24 في كلِّ يـومٍ لنـا قَـرْحٌ و نادبـةٌ كأنَّمـا الدَّهـرُ فـي إذلالنـا حَلَفـا
25 ما إن يحلّ بنـا أمْـرٌ نُسَـاءُ بـه حتى يلوح لنا في الأُفْقِ مـا رَدِفَـا
26 العِلْجُ يشربُ مـن أنهارنـا عسـلاً و خيلهُ تستبيحُ الرَّوضَـةَ َ الأُنُفَـا
27 فـي غنتنامـو أخُـو ديـنٍِ تعذبـهُ يدُ الصليبِ و فـي أغلالهـا رَسَفـا
28 و يَسْلبُ الكُفْرُ فـي بغـدادَ مملكـةً شادَ الرشيدُ بها البنيـانَ و التُحَفـا
29 الرَّوسُ تنْحَرُ في الشيشـانَ عزتنـا فما استشـاط لهـا حُـرٌّ و لا أنِفَـا
30 كمْ في الفِلِبَّينَ منْ أُخـتٍ لنـا و أخٍ أضحوا لنَبْلِ العدا مـنْ قِلَّـةٍ هَدَفـا
31 تُكبَّـلُ الـرُّومُ للأفـغـانِ أُمْنـيـةً حلُمُ الخلافةِ في كابُـولَ قـدْ نُسفـا
32 طُولَُ الحصارِ على طهرانَ جَرَّعهـا ضنكَ المعيشةِ والإمـلاقَ والشَّظفـا
33 و تستغيـثُ بنـا كشميـرُ راجيـةً دفعَ الأذيَّةِ جيشَ السيْخِ قـد قصفـا
34 عاثَ اليهـودُ بقـدْسِ اللهِ أطمعَهـم صوتُ المفاوضِِ حتى جارَ و أعْتَسفا
35 صاحُ الذبيحُ بيـومِ العِيـدِ يَخْنُقـه حبلُ التآمـرِ لكـنْ أسمـعَ الجيفـا
36 صَوْتُ البشيرُ مُنـادٍ لا مُجيـب لَـهُ كأنَّما العُـربُ صـمٌّ حينمـا هتفـا
37 عتا الصليب عُتُـوّاً لا حـدود لـه فهل يقاضي ملوك العُربِ واأسفـا؟
38 إخْسأْ صليباً فلن تبقـى بهـا أبـداَ بدارِ أحمدَ مـا طَـرْفٌ بهـا طَرَفَـا
39 دَمُ الكرامـةِ يغلـي فـي مَراجلـه و الخيلُ تَرْقُبُ من إسْطَبْلها السَدَفَـا
40 حتماًَ سنطردُ مِـنْ أقْداسنـا نَجَسَـاً لصَوْلةِ النَّخلِِ قلبُ الغرقـدُ ارتجفـا
41 ليلُ العروبـةِ مهمـا طـالَ حالكُـه سيبعثُ اللهُ صبحاً يَطْـويَ اللُّحُفـا
42 إعْطفْ علينـا إلاهََ الكـونِ خالِقَنَـا فإنَّنا زورقٌ و الكفـرُ قـد عَصَفـا



رد مع اقتباس

