| 
 | 
(الصّمتُ في حَرَمِ الجَمَالِ جَمَالُ)  | 
 أنْ ذاكَ قـولٌ ليس فيهِ جِدَالُ | 
فَلَقَدْ رأيتُ البدرَ حينَ تمامهِ  | 
 وَ عَجِزْتُ وصْفاً فالكلامُ مُحَالُ | 
قَدْ قِيْلَ فِي ما قِيْلَ يومَ تَغَزَّلُوا  | 
 (إنَّ الكلامَ يَمُوتُ حِيْنَ يُقَالُ) | 
صَدَقَوا ... و لكنَّ الحديثَ مُشَوِّقٌ  | 
 و مُطَرَّزٌ بالنِّورِ فيهِ خَيَالُ | 
في كُلِّ حرْفٍ لَيْلَكٌ و زَنابِقٌ  | 
 و الياسمينُ بسحرهِ يَخْتَالُ | 
صعبٌ .. و سَهْلٌ .. مستحيلٌ .. مُمْكِنٌ  | 
 ثلجٌ و نارٌ دِفْئُهُ قتَّالُ | 
فبأيِّ عطرٍ تبتدي إلياذتي  | 
 و لأيِّ قلبٍ شهدُها سَيُسَالُ | 
لَهَفِي عليهِ إذا تَبَعثَرَ نبضُـهُ  | 
 لَدِمَاهُ خَمْراً و العروقُ ثِمَالُ | 
كبْدي عليهِ إذا تَوَجَّدَ و اشتكى  | 
 و طوتهُ حزناً حيرةٌ و سـؤالُ | 
و الشعرُ كونٌ والسطورُ مجرَّةٌ  | 
 أفلاكُها الأحلامُ و الآمالُ | 
للشمسِ فيها ألفَ ألفَ منادمٍ  | 
 كلٌّ لهُ في عشقهِ أحوالُ | 
فإذا رأيتَ صبَاحَها مترنِّحاً  | 
 فالسُّكْرِ في شرع الجنونِ حلالُ | 
أتُلامُ في عشقِ الزهورِ فراشةٌ  | 
 و يعابُ في وصفِ الربيعِ كمالُ !!؟ | 
عذلوا الورودَ على احمرارِ خدودِها  | 
 و دماهمُ في شوكهنًّ وصالُ | 
يا من لها يَمّمْتُ كلَّ مشاعري  | 
 من نحت شعـريَ ذلك التِّمثالُ | 
أنا لستُ أجحدُ ما حصدتُ من الهوى  | 
 و ملأتُ توتاً و العيونُ سلالُ | 
فخلقتُ مملكةً غمامٌ عرشُها  | 
 و الشَّعْبُ فيها سَوسَنٌ و هَدَالُ | 
فكفاكِ منِّي أنْ نَظَمْتُ عروشَها  | 
 و كفاكِ منْها أنْ يُقالَ جِزَالُ | 
فتربَّعي فيها عليَّ مليكةً  | 
 و دَعِي المدى بُخُطَى النَّدى يختالُ | 
و تقلَّدي عيداً و تاجاً من ضِيا  | 
 و لكِ القصائدُ بالعطورِ هِطَالُ | 
فَلَمَا اسْتَطَاعَ لمثلِ ذلكَ شاعرٌ  | 
 و لمثلِ ذلكَ حاولوا و احْتالوا | 
و أَتَتْكِ منِّي دونَ أيِّ تَكَلُّفٍ  | 
 فَمُرِي ... لديَّ كمثلِها شلاَّلُ |