اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. صالح العايد مشاهدة المشاركة
قد عادَ لي الشِعرُ فيّاضاً بــِواديهِ
يُحيي مَواتاً من التـَهيامِ ناسِيْهِ
أميرتي أيُّ سِحْرٍ فيكِ يجذبني
إذ صرتُ كالطيرِ يشدو في مغانيهِ
رقيقةٌ مثلُ قـَطـْرِ الماءِ مُنسكباً
من الغمامِ تهادى في سواقيهِ
نديَّةٌ مثلُ رَوْضِ الـحَزْنِ باكَرَهُ
وَبْلُ السحابِ هَتـُوناً ليس يؤذيهِ
زكيّةٌ مثلُ أنفاسِ الرُبى انبعثتْ
فوّاحةَ الطيبِ مَرُّ الريحِ يُذكيهِ
وَرْقاءُ ساجعةٌ لحناً على فننٍ
أُذْنُ الأصمِّ تجافتْ عن تناغيهِ
آهٍ على السُحْبِ تهمي فوقَ ماحلةٍ
والـحُسْنِ لاحَ لأعمى كيف يُغريهِ
آهٍ على الـحُبِّ ما هَبّتْ نسائمُهُ
إلا على طَلَلٍ تـُعْمِيْ سَوافيهِ
لا تعذليهِ على صمتٍ ينوءُ بهِ
فليسَ يعرفُ ما يُبدي ويُخفيهِ
ترسو المراكبُ في الشطآنِ آمنةً
لكنّ مركبَهُ قد ضلَّ هاديهِ
أميرتي لم أزلْ في حيرتي ثــَمِلاً
يلفني من لهيبِ الشكِّ داجيهِ
إذا حضرتِ خفوقُ القلبِ يفضحني
يكادُ يقفزُ قلبي من مراسيهِ
وإنْ تغيَّبْتِ يبقى الصدرُ مكتئباً
لا تستطيع الرواسي حملَ ما فيهِ
حارَ اللبيبُ أداءُ العشقِ داهمني
والرأسُ قد شابَ قاصيهِ ودانيهِ
وأسوأُ الناسِ حالاً مَنْ تقاذَفُهُ
أمواجُ حيرتِهِ في لجّةِ التيهِ
أميرتي البَذرُ في سبخاءَ مضيعةٌ
حصادُهُ الفقرُ والـخـُسْرَانُ حاديهِ
الشاعر الرائع د. صالح العابد
أسجل اعجابي تجاه هذه المشاعر الجيّاشة
مقدرة عالية وقصيد رصين
بورك فيك