|
|
مَازِلْتُ أَرْكُضُ وحدي وَاليُرَاعُ مَعِي |
وَالمَاءُ جَمْرٌ عَلَيْهِ الأَرْضُ تَنْسَكِبُ |
يَاصَاحِبَيَّ أَكَانَ السَّجْنُ فِي لُغَتِي |
وَكَانِتِ اللُّغَةُ الحَمْقَاءُ تَغٍتَرِبُ |
أَمْ ضَيَّعَتْنَا عَلَى رِيْحٍ تَنُوءُ وَمَا |
أَبْقَتْ لَنَا مَوْضِعًا عَنْ جُرْحِهِ نَثِبُ |
إن كنتُ للشِّعْرِ مَا جَدْاوَهُ مِلءَ فَمِي |
كَأَنَّنِي الأَرْضُ مَا جَدَاوَهُمُ العُرْبُ |
شَيْئًا فَشَيْئًا يَمُوتُ الطِّفْلُ فِي كَنَفِي |
وَأَبْلُغُ الشَّيْبَ فِي قَلْبِي وَأَنْقَلِبُ |
كَفَرتُ بِالشِّعْرِ لا أَرْضَاهُ مُنْقَلَبًا |
فأينَ أَذْهَبُ فِي غِيْرِ الذِي ذَهَبُوا |
وَتَسْأَلِيْنَ لِمَاذَا لَمْ أَعُدْ كَلِفًا |
بِمَا أَقُولُ وَلا لِلْقَوْلِ أَنْتَسِبُ |
وَذَا الذُّبَابُ عَلَى كُلِّ الحُقُولِ جَرَى |
إِنْ يَسْلُبِ المَاءَ لا تَسْتَنْقِذِ الكُتُبُ |
يَا أَصْدِقَائِي تَعِبْنَا وَالكَلامُ سُدًى |
وَلَيْسَ تَحْمِلُنَا أَرْضٌ وَلا سُحُبُ |
مَازِلْتُ أَنْحَتُ فِي الرُّؤَيَا وَتَنْحَتُنِي |
حَتَى لَيَيَأَسَ مِنْ إِتْيَانِهَا العَجَبُ |
تُفَاحَتِي نَضَجَتْ وَالحَزْنُ بِي شَجَرٌ |
فكيفَ أَهْرُبُ مِنْ قَلْبِي وَأَحْتَجِبُ |
أُرِيْدُ عُمْرِيَ لِي وَحْدِي مَلَلْتُ وَمَا |
أَبْقَى لِيَ العُمْرُ عُمْرًا لِي بِهِ أَرَبُ |
صِبَايَ مَرَّ كَرِيْحٍ لا تَجُودُ بِهِ |
وَالحُزْنُ مَرَّ وَمَرَّ الحُبُّ وَالطَّرَبُ |
مَاذَا تَبَقَّى لأُنْهِى مُعْضِلاتِ فَمِي |
وَأَطْرَحَ الحَبْلَ عَنْ جِيْدِي وَأَنْسَحِبُ |
تَعِبْتُ يَا أَصْدِقَائِي لا أُرِيْدُ يَدًا |
وَلا أُرِيْدُ مَدًى تَشْقَى بِهِ الحُجُبُ |
هَاتِ الغَشَاوَةَ يَاسَمْرَاءُ وَارْتَكِبِي |
إِثْمًا فَبَعْدُكُ لا إِثْمٌ ولا كُرَبُ |
رُدِّي الصِّبَا وَدَعِي الأَسْفَارَ وَاجِمَةً |
فَيَرْتِجِي بَعدَنَا أَحَفَادُنَا النُّجُبُ |
إِنَّا انْتَهَيْنَا مِنَ الشِّعْرِ الذِي مَلَكَتْ |
شُجُونُهُ خَافِقَيْنَا وَانْتَفَى السَبَبُ |
لَوْلا بِيَ النَّسَبُ المَرْجُوُ خُنْتُكُمُ |
وَمَا رَفَعْتُ جَرَاحًا دُوْنَهَا النَّسَبُ |
يَظَلُّ جُرْحِي بِكُمْ شَهْدًا لِمَنْ عَبَرُوا |
فِيَّ الجِرَاحَ لِمَنْفًى دُوْنَهُ العِنَبُ |
سَيَشْرَبُونَ جُمُوحِي كُلَّمَا ظَمِئُوا |
وِإنْ ظَمِئْتُ فَمِنْ أَيْنَ الذِي شَرِبُوا |