أخي المكفوف
فرج أبو الجود
قم معي نغدوا بإيمان وجدِ
في ثبات في صمود في تحدي
إنني أقسمت في درب المعالي
أن بغير الشهد لن أرضى بشهد ِ
وامتطيت الصعب صلبا لا أبالي
في سهاد الوجد كم أبكيت وجدي
لم أزل والقيد جمر في عيوني
عابرا للسد موصولا بسد ِ
لم أخف يوماً وفي قلبي همومٌ
من تهاويل الظلام المستبدِ
إن لي ربا عظيما قد كفاني
حاجتي بل قال لي لبيك عبدي
نحو هاتيك الرواسي سوف أمضي
أشعل المصباح للآتين بعدي
أزرع الآمال أحلاماً كبارا
ثم أرويها بإيماني وكدي
قد جعلت العلم في جنبي رفيقا
واصطحبت الحلم في صمتي وردي
وارتويت الصبر ظمآنا صبورا
ليس مثل الصبر للظمآن يجدي
لن أخاف اليوم مما كنت أخشى
منه في أمسي فقد أكملت رشدي
يا أخي للجد كم أسهرت جفني
شاخصا للنجم أشكو عنه بعدي
كلما أدركت في العلياء نجما
صامدا أيقنت أني لست وحدي
إن أكن أعمى فكم عندي عيون
في يدي تحكي فصولا للتحدي
ليس من عيب ولا نقص بعقلي
كل شيء من بديع الله عندي
من أحاسيس ومن قلب حنون
وانفعالات ومن أخذ ورد ِ
من هموم من عيون دامعات ٍ
من دعابات ومن حب وود ِ
من علوم وابتكارات وفن
من جميل الشعر في دُرَّات عقد ِ
من رخيم الصوت من لحن بديع
من خيال واسع من حسن نقدِ
من صباح مشرق يدنو ضحوكا
من مساء موحش عن سوء قصد ِ
من عصافير على روض نضير
مائلات بين أزهار وورد ِ
وابتسامات على وجه صبوح
وابتهال الغيم من برق ورعد ِ
ها أنا الأعمى فمن ذا قد يراني
غير سباق بإصراري وجهدي
لم يزدني الدهر فيما قد رماني
غير إيمان وآمال وجد ِ
يا أخي هيا بنا نمضي سويا
نكسر الأغلال نعدوا دون قيدِ
لا تكن لليأس منقادا ذليلا
طائعا للنفس فيما ليس يجدي
لا تمد الكف تستجدي لئيما
لا يطيب المبتغى عن طول مد ِ
كن كريما سيدا حرا عزيزا
وامش معتد الخطى ندا لند ِ
واحتمل ما كان من سهد الليالي
لن تنال المشتهى من دون سهد ِ
إن يوما يا أخي أو بعض يوم
في جوار النجم يربو ألف عقد ِ