| 
 | 
طارَ القناعُ الوجهُ زَيفٌ يـُكشَفُ  | 
 طالَ القصاصُ الحقُّ رأسًا يـُقـْطـَفُ | 
والله يمهلُ غيرَ ناسٍ ظالمًا  | 
 والوعدُ آتٍ في حقوقٍ تـُنصَفُ | 
هذي قوانينُ السّما من سنـَّها  | 
 ربُّ البرايا وعدُه لا يُخلـَفُ | 
يا أمتي لا تبأسي إن العُلا  | 
 دربٌ بأشواكِ العَنا قد يُرصَفُ | 
من يطلبِ الكـَيلَ الذي قد حاجَه  | 
 يَدفعْ بأثمانٍ غـَلتْ لا يَأسفُ | 
حريةُ الأوطانِ عالٍ سعرُها  | 
 معقودةٌ في حَدِّ سيفٍ يُرهَفُ | 
والدارُ لا ترضى خرابًا عَمَّها  | 
 حيطانـُها نحو البنا قد تـَلـْهَفُ | 
يا غضبةً ثارتْ عُقـَيبًا لاحْـتِسا  | 
 سمَّ الزُّعافِ الطـَّعْمُ قهرٌ يُرشَفُ | 
والرملُ يَدْمَى صمتـُه من غَصَّةٍ  | 
 والبيدُ في قيدٍ ضناها تـَرْسِف | 
أنضتْ بنيْ غازيْ حسامًا مُشـْهرًا  | 
 عُمْرَ الطغاةِ السيفُ حقـًا يَقصِفُ | 
يا غادرًا لا يبتغي دربَ الوفا  | 
 فانظر إلى وعدٍ صدوقٍ يزحفُ | 
أزْرَيتَ شعبًا والعطايا وَفـْرَةٌ  | 
 ها أنت من قِدْرِ الرزايا تـَغرِفُ | 
هذي الحشودُ اليوم َخاضتْ في الدما  | 
 بالثأرِ للمختارِ ثارتْ تـَهتف | 
ليبيـَّةُ الأحسابِ هزَّتْ بالقنا  | 
 يا تاجرَ الثوراتِ أين المُسْعِفُ | 
أعوام ُمرَّتْ كنت تهذي بالخنا  | 
 والسُّحْتَ تجبي منه ضاقَ المَصْرِفُ | 
قد غِلتَ أوطانـًا وتبغي حرقـَها  | 
 والريحُ للنيران سمتـًا تـَحْرِفُ | 
فالنارُ سارتْ في هشيمٍ أنتَ هُو  | 
 يا أخضرَ الأنيابِ خابَ المَنـْصَفُ | 
طغيانُ دهرٍ يـُقـْتـَضى في ساعةٍ  | 
 بالذلِّ مَرهونٌ  وأنت المُشْرِفُ | 
هذا مسارُ الكونِ لا غـَرْوٌ به  | 
 سِنٌّ بسنٍّ والقـَضا قد يُضْعَفُ |