لكِ الأمرُ منْ قَبْل..
مِنْ بَعْد..
هيَّا اقرئي حكمكِ الآن..
هيَّا
وغُلِّي يَدَيَّ إلى عنقي
واضغَطي ضغطةً علَّني
أستريح بِثَلْجِ يديْكِ..
ودِفْءِ يديَّا
هوِ العُمْرُ يا غربتي أُمْنياتٌ..
أُدَخِّنُها كالحَشِيشِ..
وأَسْهَرُ في كَهْفِها ثُمَّ تَمْضي
إلى مُدُنِ الحُزْنِ عِنْدَ الصَّباحِ..
فَأَغْفو..
وحِينَ أُفِيقُ تَعُودُ إِليَّا
هُوَ العُمْرُ..
لا تَسْأليني لِماذا.. وكَيْفَ..
ومَنْ سَوْفَ يَجْلِدُ قَلْبي
ويَسْرِقُ مِنِّي بريقَ المُحيَّا
لَكِ الأمْرُ مِنْ قَبْلِ هَذا..
ومِنْ بَعْدِ هذا..
فَصيغي البَيَانَ بِأَمْضىَ العِباراتِ..
لاَ تَأْبَهي..
لاَ تَحِنِّي عليَّا..!!

***

أَنَا قَطْرَةُ الحُزْن لمَّا
عَلىَ الأَرْضِ سَالَتْ, ونَاسَلَهَا الهَمُّ..
صَارَتْ مُحيطاً
عَلىَ مَوْجِه يُكْسَرُ الحُلْمُ دَوْماً
ويُنْبِتُ يَقْطينَهُ فَوْقَ صَدْري
فَتَأْكُلُ مِنْهُ الجِراحُ..
وتَسْتُرُ عَوْرَةَ يَأْسٍ تَرَبَّى
عَلَى شَطِّ عُمْري
ومَا كُنْتُ يَوْماً أُجِيدُ التَّمَنِّي
ولاَ الأَرْضُ أَرْضِي
ولاَ الأَمْرُ أَمْري
ولاَ الدَّهْرُ دَهْري
فَلاَ تَأْبَهي
لا تُعيدي الحِسَابَ..
فَلَسْتُ الذي يَسْتَكينُ لِفَرْحٍ
وَلَسْتُ الذي يَسْتَغيثُ بِقَطْرِ
لَكِ الأَمْرُ مِنْ قَبْل..
مِنْ بَعْد..
فاسْتَبِقِي المَوْتَ.. حُثِّي خُطاهُ إِليَّ
فَإنِّي مَلَلْتُ لِحافي..
و(أَيُّوبُ) ياَ صَبْرُ قَدْ مَلَّ صَبْري..!؟