إذا تناوبتك الطّعنات من مختلف الجهاتِ في وقتٍ واحد
فاعلم أنّ المسألة ليست مسألة شخوص
بل مسألة توقيت!
والخطاب في هذه الأبيات للوقت الغادر، إذ في يقيني ليس ثمّة شخوص غادرون!
************
رؤيـا


آمَنْتُ بالرُؤْيَا التي سَتُرِيْنِي
فَاشْحَذْ جَفَاكَ، وَتُلَّنِي لِجَبِينِي
مَا أنتَ أوَّلُ مَنْ يَخُونُ مَوَدَّتِي
كلَّا، ولَسْتَ خِتَامَ مَنْ يُؤْذِينِي
إِمَّا كَفَرْتَ بِأَنْعُمِي وَفَضَائِلِي
فَاهْجُ السَّمَاحَةَ بِي وَذُمَّ يَمِيْنِي
مَا تِلكَ آخِرُ طَعْنَةٍ أُمنَى بِهَا
إذْ قَد تَرَكْتُ لِمَنْ أُحِبُّ عَرِيْنِي
مَا كَانَ فِي ظَنِّي اسْتِبَاحَةُ خاَطِرِي
حتَّى أَثَرْتَ زَوَابِعاً بِحُزُونِي
وَلَقَد أَرَى رُوحِي عَلَيْكَ تَنَزَّلَتْ
فَيْضاً، وَتَرْفَعُ أَنتَ مَنْ هُوَ دُونِي
وترَكْتَنِي، الأَرْيَاحُ تَعْصِفُ فِي دَمِي
فَيَئِنُّ تَحْتَ سِيَاطِهِنَّ وَتِيْنِي
حتّى انْحَنَيْتُ عَلى الطّرِيقُ كَأنَّ فِي
سَطْرِ الطّرِيقِ صَحَائِفِي وَمُتُونِي
فَتَذَكَّرَنْ: تِلْكَ انْحِنَاءةُ عَاقِلٍ
لِلعَاصِفَاتِ؛ وَمَا كَسَرْنَ غُصُونِي
قَدَرِي مُواعَدَةُ المَرَاكِبِ دَرْبَهَا
قَلْبِي يَسِيْرُ، وَلَا تَسِيْرُ ظُعُوْنِي
حُلمِي شِرَاعِي عَقّنِي فِي غُرْبَتِي
فَحَزَمْتُ جُرْحِي وَامْتَطَيْتُ شُجُونِي
تَسّابَقُ الأيْدِي لِحَصْدِ سَنَابِلِي
وَالحُبُّ وَيْحَكَ وَحْدَهُ يَجْنِيْنِي
لَهُمُ الغِلالُ وَلِي تُرَابُ بَيَادِرِي
مَا قَلَّ مِمَّا لَمْ يَرَوْا يَكْفِينِي
لا يَستَطِيعُ اللّيلُ خَنْقَ ذُبَالَتِي
قِنْدِيلُ صَبْرِي مُسْرَجٌ بِيَقِيني
سَأمُرُّ فِي خَلَدِ الزمَانِ سَحَابَةً
وَالقَلبُ مِنِّي مُثْقَلٌ بِمُزُونِ
وَأَعِيشُ دَهْرِي فِي ازْدِحَامِ مَوَاجِعِي
أَحْيَا الرِّضَى، وَأَنَامُ مِلْءَ جُفُونِي
إِنْ كُنْتَ نَهْرَاً كَدَّرَتْهُ وُحُولُهُ
فَالبَحْرُ قَلْبِي، والسّمَاحُ سَفِيْنِي!



وضحة غوانمة
حزيران/ 2011