من أدمن خمرة الأسى سيبقى ثملا بالوجع والآهات...فيا صاحبي حرفي المعتّق بالحزن يقتات من وجعي،و يشرب من أنفاسي، ألفتْ طعمه الحائر شفاهي،فالوجع متغلغل في المسامات، مقيم تحت جلدي يستفز الوريد، و كلّما عربد في دمي ،سكبتُه بين السطور عرقا،و وقّعته على الدفتر بنبض القلب.و كتبتُ بالآهة الصاعدة من جوفي: هنا دفنت الألم..كي يولد من رحم الحزن فرح لقلبي..
الذّاكرة زرع العقل، إن كان الزّرع أخضر بثّ في النّفس الأمل والفرح،وغرّدت عصافير الجمال والتّأمل في رياض الرّوعة... أمّا إن اصفرّ لونه إثر موجة قحط فلا بدّ أن يذرّي هشيمه ليعفّر النّاظرَين، ويعمي عن رؤية جميل الأمور، ويتيه الفكر في صحارى الحاضر القاحل...يا صاحبي ذاكرتي المسكونة بالوجع تذّكرني بالحب و الحلم و الحسرات،لكنّها تلهمُ القلم و تحرّر الحرف من قيود التأسّف و الندم،فالذكريات ملح الجراح.قد تزيد الجرح تفتّقا،أو تكون مصلا مفعوله طويل،يعالج القلب من كمد،أو نصلا يقطع رأس الحنين،لو أطلّ الغدر من ثقب الذاكرة يذكّرنا بطعنة قديمة.فلنكتب فالحرف تأريخ للَحظة قد تحوكها الأيّام مجدّدا بنفس النّسيج لكن بلون مختلف.
كتابة رائعة لغة وصورا وإن غلّفتها عباءات الحزن
بوركت
تقديري وتحيّتي
للتّثبيت إعجابا