قُلْ لِلْمَلِيحَةِ في الحرِيرِ وفي الْحُلَلْ ذَاتِ الجمَالِ ، وذَاتِ ثَغْرٍ كَالعَسَلْ
شَرْقِيَّةٌ عَرَبِيَّةٌ فَجَمَالُهَا وَرْدٌ كَسَاهُ الطَّلُّ لَمَّا أَنْ هَطَلْ
هَيفَاءُ صَافِيةُ الجبينِ إذا مَشَتْ فَكَأنها رِيْمٌ تَخَوَّفَ ، أَو جَفَلْ
شَنْبَاءُ سَكْرَى مِنْ رِضَابِ مُقَبَّلٍ أَلْمَى الشِّفَاهِ .. وَخَصْرُهَا يَشْكُو النّحَلْ
هَلْ تَفْخَرِينَ إِذَا النِّسَاءُ تَفَاخَرَتْ يَومَ النِّزَالِ ، وَعِنْدَمَا تَرْنُو الْمُقَلْ
بِالفَارِسِ النِّحْرِيْرِ يَقْدُمُ قَومَهُ غَمَدَ الْمُهَنَّدَ في هِزَبْرٍ كَالجبَلْ
مِنْ قَومِ عِزٍّ لا يُضَامُ دَخِيلُهُمْ وَالضَّيْفُ لا يَشْكُو السَّآمَةَ والْمَلَلْ ؟
أَمْ تَفْخَرِيْنَ بِخَامِلٍ مُتَنَعِّمٍ يَحْكِي النَّسَاءَ .. فَلا تَرَفُّعَ أَو خَجَلْ
سَهِرَ الليَالِيْ وَ ( الرُّمُوتُ ) رَفِيْقُهُ وَيَنَامُ عَنْ وَقْتِ العِبَادَةِ ، وَ العَمَلْ
ظَنَّ الحيَاةَ تَمَتُّعًا وَأَنَاقَةً سَلَكَ الطَّرِيقَ إِلَى الدَّنَاءَةِ ، وَالفَشَلْ ؟
أَيْنَ الشَّبَابُ الكَادِحُونَ أُولُو النُّهَى ؟ فَهُمُ رَجَاءُ شُعُوبِنَا .. وَهُمُ الأمَلْ ؟
لَكِنَّهُمْ ذَهَبُوا كَمَرِّ سَحَابَةٍ عَبْرَ القُرُونِ ، وَعَبْرَ أَجْيَالٍ أُوَلْ
لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ في الزَّمَانِ عَلامَةٌ إِلا كَمِثْلِ بَقَيَّةٍ مِنْ مَاء طَلْ
الْعُرْبُ كُثْرٌ فِي العَدِيْدِ ، وَإِنَّهُمْ كَغُثَاءِ سَيْلٍ حِيْنَمَا السَّيْلُ احْتَمَلْ
يَبْغِيْ الظَّلومُ عَلَيْهِمُ وَيُهِيْنُهُمْ وَيَقُودُهُمْ كَقِيَادِ رَاعٍ لِلْجَمَلْ
فَيُنِيْخُهُ لِلْحِمْلِ ثُمَّ يَسُوقُهُ وَإِذَا اشْتَهَى رَحْلاً تَسَنَّمَ ، وَارْتَحَلْ
أَو هَاجَهُ شَوقٌّ لِطَعْمِ فُؤَادِهِ مَنْ يَمْنَعُ الْجَزَّارَ مِنْ نَحْرِ الإِبلْ ؟!
هَذِي العُرُوبَةُ حَالُهَا وَمَآلُهَا إِنَّ العُرُوبَةَ مِثْلُ نَجْمٍ قَدْ أَفَلْ




